اقتصاد المغربتكنولوجيا

تقرير : الذكاء الاصطناعي يُهدد عرش مراكز الاتصال في المغرب

كشف تقرير مطول نشره موقع راديو فرنسا الدولي RFI أن قطاع مراكز الاتصال في المغرب، الذي كان يُعدّ ملاذًا للشباب العاطل، يواجه تهديدًا وجوديًا بسبب التطورات التكنولوجية المتسارعة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.

لطالما كانت مراكز الاتصال في المغرب قطاعًا حيويًا، حيث استقطبت أعدادًا كبيرة من الشباب الباحث عن فرص عمل، وساهمت بشكل ملحوظ في الاقتصاد الوطني. إلا أن هذا الواقع قد يتغير قريبًا.

يشير التقرير إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مراكز الاتصال قد بدأ بالفعل، وأصبح أكثر انتشارًا مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقد بدأت الشركات في تبني هذه التقنيات لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف، مما أدى إلى تقليل الحاجة إلى العنصر البشري في بعض المهام.

يورد التقرير شهادات من داخل القطاع، حيث يشير بعض العاملين إلى أن المهام تُوزع الآن بين مختلف الدول التي تتواجد بها الشركات، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويؤكد المدير العام لشركة “إنتلسيا” أن استخدام الذكاء الاصطناعي يشمل الآن العديد من العمليات، مثل تحليل المكالمات، وفحص السير الذاتية، والإجابة على استفسارات العملاء.

تثير هذه التطورات مخاوف واسعة بشأن فقدان الوظائف في القطاع، حيث يخشى العاملون من أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الحاجة إلى العمالة البشرية بشكل كبير.

وقد أعربت النقابات العمالية عن قلقها إزاء هذه التطورات، ودعت إلى اتخاذ إجراءات لحماية حقوق العمال.

لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديًا كبيرًا لقطاع مراكز الاتصال في المغرب، ولكنه قد يحمل أيضًا فرصًا للتطور والابتكار.

فمن خلال الاستثمار في تطوير مهارات العاملين، وتبني تقنيات جديدة، يمكن للقطاع أن يتكيف مع هذه التغييرات، ويستمر في لعب دور هام في الاقتصاد الوطني.

يشير التقرير إلى أن قطاع مراكز الاتصال في المغرب يقف على مفترق طرق، حيث يتعين عليه أن يواجه تحدي الذكاء الاصطناعي، وأن يستعد لمستقبل قد يشهد تحولات كبيرة في طبيعة العمل.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى