تفاؤل تجاري يعزز أسعار النفط رغم ضغوط الإمدادات وغياب اليقين حول الاتفاق النووي

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، مدفوعة بآمال تحقيق تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للطاقة في العالم، ما أنعش شهية المستثمرين ودفع الأسعار للارتفاع رغم ضغوط العرض المتزايد.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 86 سنتًا، أو ما يعادل 1.4%، لتصل إلى 61.98 دولارًا للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 97 سنتًا، أي بنسبة 1.7%، ليصل إلى 59.03 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 11:20 صباحًا بتوقيت غرينتش.
المحلل أولي هفالباي من بنك SEB أشار إلى أن استقرار السوق بالقرب من مستوى 61 دولارًا، بالتزامن مع التفاؤل بشأن تخفيف التوترات الجمركية، ساهم في دعم الأسعار قبيل انطلاق محادثات حاسمة بين واشنطن وبكين في سويسرا يوم 10 مايو .
من المتوقع أن يلتقي وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع كبير الاقتصاديين الصينيين، في محاولة لكسر الجمود القائم منذ أشهر، والذي ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي وأثار القلق بشأن تباطؤ الطلب على النفط.
بدوره، رأى المحلل فؤاد رزاق زادة من “سيتي إندكس” أن إعلانات ترامب الأخيرة عن اتفاقات تجارية جديدة، مثل الصفقة مع المملكة المتحدة، تضيف جرعة من الإيجابية إلى السوق، حتى وإن كانت التأثيرات محدودة.
ومع ذلك، يظل ارتفاع الإمدادات مصدر ضغط على الأسعار، حيث تستعد منظمة “أوبك” وحلفاؤها ضمن تحالف “أوبك+” لزيادة إنتاجهم، في محاولة لتحقيق توازن بين دعم الأسعار وتلبية الطلب.
في السياق ذاته، خفضت مؤسسة “سيتي ريسيرش” توقعاتها لسعر خام برنت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة من 60 إلى 55 دولارًا للبرميل، لكنها أبقت على التقدير السنوي عند 60 دولارًا، مشيرة إلى أن الاتفاق النووي مع إيران قد يؤدي إلى وفرة في الإمدادات، مما يدفع الأسعار للهبوط إلى 50 دولارًا. أما في حال تعثر الاتفاق، فقد تشهد الأسعار صعودًا يتجاوز 70 دولارًا للبرميل.
من جهة أخرى، كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 2 مليون برميل لتصل إلى 438.4 مليون برميل، مقابل توقعات بتراجع أقل بلغ 1.3 مليون برميل.
كما ارتفعت مخزونات البنزين بـ 200 ألف برميل، بينما انخفضت مخزونات المقطرات بمقدار 1.1 مليون برميل، لتسجل 106.7 مليون برميل.