تغييرات في معايير الاستفادة من دعم البوطا تُقصي فئة من الفلاحين
في إطار الجدل المستمر حول دعم غاز البوتان، حسم الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، النقاش حول احتمال عودة كبار الفلاحين وأصحاب الضيعات الكبرى للاستفادة من هذا الدعم.
جاء ذلك خلال جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس النواب يوم الإثنين، حيث تطرقت الأسئلة البرلمانية إلى تأثير إلغاء الدعم على الفلاحين ذوي الدخل المحدود وأصحاب الضيعات الصغيرة.
وخلال الجلسة، أشار أحد النواب المعارضين إلى أن الفلاح البسيط يمكن أن يستهلك ما يصل إلى 100 قنينة غاز في الأسبوع، مما يعني أن إلغاء الدعم سيترتب عليه فقدان حوالي 1000 درهم من أرباحه الشهرية، وهو ما سيكون له تأثير كبير على وضعه المعيشي.
في نفس السياق، حذر نائب آخر من الزيادة المحتملة في أسعار غاز البوتان وتأثيرها على تكاليف الإنتاج الزراعي.
وأكد أن الفلاح البسيط يعد جزءاً أساسياً من سوق المنتجات الزراعية المحلية، خصوصاً في مجال الخضروات، وأن معظمهم يعتمدون على الغاز في ري أراضيهم. وأي زيادة في الأسعار ستؤدي حتماً إلى رفع تكاليف الإنتاج وبالتالي زيادة العبء على المستهلكين.
من جانبه، أوضح فوزي لقجع أن الحكومة لا تخطط حالياً لرفع أسعار غاز البوتان، مشيراً إلى أن الحل الأساسي لتحسين الوضع الفلاحي يكمن في تعزيز استخدام الطاقة الشمسية كبديل مستدام للغاز.
كما أكد أن هذا الاتجاه يتماشى مع استراتيجيات الحكومة الرامية إلى دعم القطاع الفلاحي في إطار سياسات مستدامة.
وفي حديثه عن الدعم الحكومي لغاز البوتان، أشار لقجع إلى أن الدولة تخصص سنوياً أكثر من 15 مليار درهم لدعم استهلاك الغاز، لكنه أقر بأن توزيع هذا الدعم يعاني من عدم التوازن.
حيث أن 20% من الفئات الأكثر فقراً تستفيد فقط من 14% من الدعم، بينما 20% من الفئات الأكثر يسراً تستفيد من 27% من هذا الدعم، ما يعني استفادة مضاعفة لهذه الفئات مقارنة بالفئات الأكثر حاجة.
واختتم لقجع تصريحه بالتأكيد على أن الإصلاحات التي تسعى الحكومة لتنفيذها تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين استدامة الموارد الوطنية من خلال توجيه الدعم نحو الفئات الأكثر احتياجاً.