تعزيز مهارات اتخاذ القرار في ريادة الأعمال: كيفية تجنب تعقيد الأمور

تستعرض عالمة النفس هيذر بينغهام الطرق الفعّالة لتعزيز قدرات اتخاذ القرار وتجنب الوقوع في فخ تعقيد الأمور بشكل مفرط أثناء مسيرة ريادة الأعمال.
اتخاذ القرار هو عملية ذهنية تتضمن اختيار الخيار الأفضل من بين البدائل المتاحة لحل مشكلة معينة. يتطلب ذلك فهماً عميقاً للمسألة، تحديد البدائل المحتملة بشكل دقيق، وتحليلاً شاملاً لتأثير كل خيار على المستقبل، ليتم الوصول إلى القرار الأمثل.
يُعتبر رواد الأعمال من الأشخاص المميزين بقدرتهم الفائقة على اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة. إذ أن نجاحهم لم يكن ليحدث دون سلسلة من القرارات الصعبة والمعقدة التي اتخذوها على مدار مسيرتهم الريادية.
وبينما يعتمد البعض منهم على حدسهم في اتخاذ القرارات، يتعلم الغالبية العظمى فن اتخاذ القرارات من خلال التجربة المستمرة.
يكمن التحدي الرئيسي في التعرف على المسائل البسيطة التي لا تستحق إهدار الوقت والجهد في التفكير فيها لفترات طويلة.
من الضروري الحفاظ على توازن نفسي وسلامة ذهنية عند اتخاذ القرارات، لأن هذا يساهم في تحسين فعالية وكفاءة القرارات المهمة.
تشير العديد من الدراسات إلى أن قادة الشركات غالبًا ما يقضون وقتًا طويلاً في التفكير في أمور تافهة، مثل اختيار نوع القهوة المفضل، بدلاً من التركيز على القضايا الاستراتيجية الأكبر.
هذه المبالغة في التفكير في التفاصيل الصغيرة قد تؤدي إلى الإرهاق العقلي، مما يؤثر سلبًا على القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في القضايا الجوهرية.
مثلما يسعى لاعب كمال الأجسام لتحقيق التوازن العضلي، يحتاج قادة الأعمال إلى تطوير مجموعة متكاملة من مهارات اتخاذ القرار.
و يتطلب ذلك القدرة على التمييز بين القرارات البسيطة والمركبة وتفويض القرارات التي لا تحتاج إلى تدخل شخصي.
إن اتخاذ القرار الصحيح يتطلب توازناً دقيقاً بين العقل والعاطفة. بينما يلعب التحليل الدقيق دورًا مهمًا، فإن العوامل الذاتية والمشاعر تؤثر بشكل كبير في اختيارنا.
وهنا تأتي أهمية التدريب المستمر على اتخاذ القرارات؛ فهو يساعد على تحسين القدرة على اختيار الحلول الأمثل.
بعض الأسئلة لمساعدة رائد الأعمال في التعرف على القرارات السهلة |
||
ما هي الآثار المترتبة على هذا القرار؟ |
|
– عندما يتطلب اتخاذ أحد القرارات النظر في العديد من العواقب المترابطة، يصبح هذا القرار صعبًا. – ومع ذلك، إذا كانت العواقب غير معقدة أو بعيدة المدى، أو لا تؤدي إلى آثار سلبية متتالية، يسهل حينئذٍ اتخاذ القرار. – لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يجب عليك أنت شخصيًا اتخاذ هذا القرار، أم يمكن تفويضه لشخص آخر؟ |
هل يمكن تصحيح المسار بسهولة، أم ستؤدي العواقب إلى تعقيد الأمور؟
|
|
– في بعض الأحيان، يبدو التقدم للأمام مستحيلاً بسبب العوامل العديدة التي تلوح في الأفق، لكنها لا تزال غامضة في الوقت الحالي. – وقد يصبح المرء عالقاً في اتخاذ قرار ما إذا كانت تداعياته المستقبلية معقدة وواسعة النطاق. – ومع ذلك، فإن اتخاذ قرار صغير يؤدي إلى التقدم، مع العلم بإمكانية تصحيحه بعد اختبار النتائج، يمكن أن يوفر الكثير من الوقت والجهد. |
هل يمثل هذا القرار أهمية بالغة بالنسبة لك؟ |
|
– يتحمل رواد الأعمال الكثير من المسؤوليات على عاتقهم عند بدء مشروعهم التجاري، وسيستمرون في تحمل الكثير أثناء قيادتهم له. – ومع ذلك، بمجرد تأسيس مؤسستك، لن تحتاج إلى الاهتمام بكل خيار يتم اتخاذه، بل بإمكانك تفويضه إلى شخص آخر. – لذا، لا تهتم بتوافه الأمور، إذا كانت تستهلك انتباهك وطاقتك بعيدًا عن القضايا المهمة حقًا بالنسبة لك. |
كم عدد الخيارات المطروحة؟ |
|
– قد يكون تعدد الخيارات عائقًا بدلًا من ميسِّرٍ، إذ قد يضطر المرء إلى الاختيار بين طرفيْ نقيض. – ومع ذلك، قد يسهّل وجود خيارات متعددة عملية اتخاذ القرار، بدلًا من تعقيدها. – لذا، يجب على الفرد أن يثق بحدسه لتضييق نطاق الخيارات بسرعة، مع التركيز على العلامات التحذيرية. |
تكمن أهمية التمييز بين القرارات السهلة في أنها تتيح لك توفير الوقت والجهد اللازمين للتركيز على التحديات الأكثر تعقيدًا. سواء كنت قائدًا في شركة صغيرة أو متوسطة، فإن قدرتك على اتخاذ القرارات الصعبة قد تتطور بشكل جيد، ولكن لا ينبغي أن تفقد تركيزك على القرارات البسيطة.
إذا كنت تواجه قرارًا سهلاً، فلا تتردد في اتباع الأساليب المناسبة لتحديده وإقراره أو تفويضه.
كلما تمكنت من التعرف على هذه القرارات، زاد إحساسك بالسيطرة، مما يعزز استعدادك لمواجهة التحديات الأكبر التي قد تواجهها مستقبلاً.