تصعيد تجاري عالمي ورسوم جمركية جديدة: كيف ستتأثر الأسواق؟

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين موجة من القلق في الأسواق العالمية، حيث تتزايد المخاوف بشأن تداعيات هذه الخطوة على التجارة الدولية والتضخم.
في الوقت نفسه، تستعد شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل ألفابيت وأمازون، للإعلان عن نتائجها الفصلية، بينما ينتظر المستثمرون بيانات التوظيف الأمريكية التي قد تؤثر في توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
كما يترقب العالم قرار بنك إنجلترا بشأن السياسة النقدية في ظل الركود الاقتصادي. إليكم أبرز التطورات الاقتصادية المرتقبة هذا الأسبوع.
1. رسوم جمركية جديدة تشعل التوترات التجارية
في خطوة تصعيدية، وقّع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يفرض رسومًا بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على المنتجات الصينية، على أن تدخل هذه التعريفات حيز التنفيذ الثلاثاء المقبل.
يهدف ترامب من خلال هذه الإجراءات إلى الضغط على هذه الدول لاتخاذ تدابير ضد تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمواد الأفيونية إلى الولايات المتحدة.
غير أن هذا التصعيد قد يتسبب في اضطراب حركة التجارة العالمية، التي تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات سنويًا.
يرى محللون أن هذه الخطوة قد تزيد من معدلات التضخم في الولايات المتحدة، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى التريث في خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على أسواق الأسهم، التي أنهت تعاملاتها الأسبوع الماضي على تراجع وسط حالة من القلق بشأن السياسات التجارية للبيت الأبيض.
2. أسواق النفط بين الاستثناءات والرسوم المرتقبة
رغم فرض الرسوم الجمركية، استثنى البيت الأبيض منتجات الطاقة الكندية، حيث لن تتجاوز الرسوم على النفط 10%. وتستورد الولايات المتحدة ربع احتياجاتها النفطية من كندا، والتي بلغت قيمتها 100 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي.
لكن إدارة ترامب ألمحت إلى فرض رسوم أوسع نطاقًا على واردات النفط والغاز الطبيعي في 18 فبراير، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط في التعاملات المسائية يوم الجمعة.
وفي ظل هذه التطورات، أغلق خاما برنت وغرب تكساس الوسيط على انخفاض الأسبوع الماضي، مع تزايد المخاوف من أن ارتفاع تكاليف الطاقة قد يحدّ من النشاط الاقتصادي العالمي.
3. تقرير الوظائف الأمريكية تحت المجهر
سيكون تقرير التوظيف الشهري الصادر يوم الجمعة مؤثرًا على الأسواق، حيث يتوقع المحللون أن تضيف الولايات المتحدة 154,000 وظيفة في يناير، وهو تراجع ملحوظ مقارنة بـ 256,000 وظيفة في دجنبر.
ومن المتوقع أن يستقر معدل البطالة عند 4.1%، بينما يُتوقع أن ينمو متوسط الأجور بنسبة 0.3%.
هذه البيانات قد تؤثر في قرارات الاحتياطي الفيدرالي، الذي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي بسبب استمرار التضخم فوق المستوى المستهدف البالغ 2%.
وفي ظل استمرار قوة سوق العمل، قد يتريث الفيدرالي في إجراء أي تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة قريبًا.
4. أرباح كبرى شركات التكنولوجيا قيد المتابعة
تتجه الأنظار إلى نتائج الشركات التكنولوجية العملاقة، حيث ستعلن ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، وأمازون عن أرباحهما الفصلية يومي الثلاثاء والخميس على التوالي.
سيهتم المستثمرون بموقف الشركتين من الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد الإعلان عن نموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة الذي طورته الشركة الصينية الناشئة DeepSeek، والذي يزعم منافسة ChatGPT بتكلفة تطوير لم تتجاوز 6 ملايين دولار.
هذا التطور أثار تساؤلات حول مدى جدوى استثمارات بمليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.
إلى جانب ألفابيت وأمازون، ستصدر كوالكوم وآرم أحدث نتائج أعمالهما، كما ستكشف أوبر عن أدائها المالي. وفي قطاع الأدوية، ستعلن كل من إيلي ليلي ونوفو نورديسك عن نتائجها، وسط اهتمام متزايد بتوسع سوق الأدوية المستخدمة في إنقاص الوزن.
5. بنك إنجلترا يتجه لخفض الفائدة وسط ركود اقتصادي
من المتوقع أن يخفض بنك إنجلترا سعر الفائدة الرئيسي إلى 4.5% من 4.75% في اجتماعه المرتقب يوم الخميس، تزامنًا مع تحديث توقعاته الاقتصادية.
منذ آخر توقعاته في نوفمبر، شهد الاقتصاد البريطاني حالة ركود، كما تراجع التضخم، ما يعزز احتمالية تخفيف السياسة النقدية.
وتوقع محللو بنك أوف أمريكا تصويتًا بأغلبية 8-1 لصالح خفض الفائدة، مشيرين إلى أن ضعف النمو وتباطؤ سوق العمل يدعمان هذا القرار.
التوترات التجارية العالمية، بيانات سوق العمل، أرباح شركات التكنولوجيا، وأسعار الفائدة، كلها عوامل ستحدد مسار الأسواق هذا الأسبوع. ومع تصاعد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، تبقى الأسواق في حالة ترقب لتطورات قد تحمل مفاجآت غير متوقعة.