تصعيد بين موسكو وواشنطن: تحذير من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة بعد تصريحات ترامب

في تصعيد خطير جديد على الصعيد الدولي، رد دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي، بشدة على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اعتبر فيها أن روسيا “تلعب بالنار”، محذرًا من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وكان ترامب قد غرد على منصته “تروث سوشال” قائلاً: “ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت أشياء سيئة للغاية قد حدثت لروسيا – وأعني سيئة للغاية. إنه يلعب بالنار!”
وجاء الرد الروسي سريعًا عبر حساب ميدفيديف على منصة إكس، حيث علق: “بالنسبة لتصريحات ترامب بأن بوتين ‘يلعب بالنار’، وأن ‘أشياء سيئة للغاية’ كانت ستقع لروسيا، لا أرى شيئًا أسوأ حقًا من الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يكون ترامب يدرك ذلك!”
رغم أن تعليق ميدفيديف لم يحمل تهديدًا مباشرًا، إلا أنه اعتُبر تلميحًا واضحًا إلى الترسانة النووية الروسية واستعداد الكرملين لاستخدامها كوسيلة ضغط دبلوماسي في ظل تصاعد التوتر مع الغرب.
يُعرف ميدفيديف، الذي كان يُعتبر في السابق أكثر اعتدالًا ضمن القيادة الروسية، بتصريحاته المتشددة منذ بداية الحرب على أوكرانيا في 2022. يستخدم منصاته الاجتماعية بانتظام لتوجيه انتقادات حادة لقادة الغرب وتحذيرهم من تداعيات التصعيد العسكري، بما في ذلك احتمال اندلاع صراع عالمي واسع.
تُعد تصريحات ترامب الأخيرة من بين نادرة الحالات التي يوجه فيها تهديدًا مباشرًا إلى بوتين، رغم العلاقات المتقلبة بين الطرفين خلال فترة رئاسته. يكرر ترامب بشكل مستمر أن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتندلع لو استمر في منصبه، ويزعم أنه قادر على إنهاء الصراع بسرعة إذا عاد إلى البيت الأبيض.
يعرف عن ترامب اعتماده لهجة حادة عند مخاطبة خصومه، حيث سبق وأن هدد كوريا الشمالية في 2017 بقوله: “من الأفضل ألا تطلق كوريا الشمالية أي تهديدات جديدة ضد الولايات المتحدة، لأنها ستواجه بنار وغضب لم يشهد لهما العالم مثيلاً.”
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الساحة الدولية حالة من التوتر الشديد، مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد المخاوف الغربية من توسع دائرة النزاع.
يرى محللون أن التهديدات النووية، حتى وإن كانت ضمنية، تعكس هشاشة الأمن العالمي، خاصة مع قرب الانتخابات الأمريكية المقبلة التي قد تعيد ترامب إلى الواجهة السياسية بقوة.