Bitget Banner
الاقتصادية

تصعيد المواجهة بين إيران وإسرائيل يهز أسواق الطاقة والمال العالمية

اندلعت موجة جديدة من التوترات في الشرق الأوسط بعد سلسلة انفجارات وهجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل، ما أدى إلى تصاعد حاد في القلق على الساحة الدولية.

فقد استهدفت إسرائيل منشآت نووية وعسكرية في إيران بغارات جوية مكثفة، فكان الرد الإيراني سريعاً ومكثفاً عبر إطلاق صواريخ على المدن المحتلة، مما أشعل حالة من التوتر والعصبية في الأسواق المالية العالمية.

وتبعتها تقلبات حادة في أسعار النفط والمعادن الثمينة، وسط خشية مستثمرين من اضطرابات في إمدادات الطاقة وتقلبات في أصول الملاذ الآمن.

مع بدء الضربات الإسرائيلية يوم الجمعة، شهدت مؤشرات الأسهم الكبرى تراجعاً ملحوظاً، حيث هبط مؤشر “إس آند بي 500″ بنسبة 1.1%، و”داو جونز” بنسبة 1.8%.

وفي المقابل، قفز خام برنت بنسبة 7%، محققاً أكبر ارتفاع منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بينما وصل الذهب إلى مستويات قياسية جديدة باعتباره ملاذاً آمناً.

وارتفع مؤشر “فيكس” لمخاطر السوق بأكثر من 16%، مع تصدر أسهم قطاعات الطاقة والدفاع والأمن السيبراني وتعدين الذهب قائمة الرابحين، في حين تكبدت أسهم شركات الطيران والسفر خسائر بسبب التوترات الأمنية وارتفاع تكاليف الوقود.

رغم رد الفعل الأولي المتوتر، تعود الأسواق تدريجياً إلى سلوكها المعتاد في مواجهة الصدمات الجيوسياسية، حيث يتم تسعير المخاطر بسرعة، تليها موجة من الانتقال إلى القطاعات الدفاعية، ثم استقرار نسبي يعكس إعادة تقييم المستثمرين وصانعي السياسات لمجريات الأمور.

مع بداية الأسبوع، شهدت الأسواق انتعاشاً مدفوعاً بتوقعات احتواء التصعيد، في ظل مساعي دبلوماسية نشطة تقودها قوى عالمية كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا.

bne IntelliNews - COMMENT: Israel-Iran conflict intensifies with limited  macro fallout but mounting geopolitical risk

وانعكس هذا التفاؤل في تراجع مؤشر الخوف الأمريكي، وارتفاع العقود الآجلة للأسواق الأمريكية، إلى جانب صعود الأسواق الأوروبية والآسيوية، مع تراجع أسعار الذهب والنفط.

يبقى مضيق هرمز نقطة حساسة، حيث يعبره يومياً نحو 21 مليون برميل نفط، ما يمثل أكثر من 20% من الطلب العالمي على النفط. وتحذر تقديرات “جولدمان ساكس” من أن إغلاق المضيق قد يرفع الأسعار فوق 100 دولار للبرميل، ما يفاقم الضغوط التضخمية على المستوى العالمي.

يؤكد خبراء الاقتصاد، على رأسهم جريجوري داكو، أن التصعيد قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مما يفاقم التضخم ويخل بسلاسل التوريد، مع خطر انزلاق الاقتصاد العالمي نحو ركود.

ويتوقع أن تخسر الأسهم الأمريكية بين 3% و5% إذا استمرت أسعار النفط ضمن 80 إلى 90 دولاراً للبرميل، مع استفادة قطاعات الطاقة والدفاع من زيادة الإنفاق الحكومي، في مقابل استمرار الضغط على قطاعات السفر والطيران.

على الرغم من عدم وضوح التأثير المباشر على قرارات البنوك المركزية، إلا أن استمرار ارتفاع أسعار النفط قد يغذي توقعات التضخم، مضيفاً ضغوطاً على صانعي السياسات النقدية في أسابيع حاسمة تشهد اجتماعات في الولايات المتحدة، اليابان، بريطانيا، وعدة دول أوروبية.

ثلاثة سيناريوهات للمستقبل

  • السيناريو المرجح: احتواء التصعيد مع تقلبات مؤقتة تعقبها تعافي تدريجي للأسواق وانخفاض في أسعار الطاقة.

  • السيناريو السلبي: اتساع رقعة النزاع وحدوث صدمة نفطية تدفع الأسعار فوق 100 دولار، مما يهدد العالم بركود تضخمي.

  • السيناريو الإيجابي: تسوية دبلوماسية سريعة تعيد الثقة للأسواق وتحد من المخاطر.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى