تصعيد الضغط الصيني على “سي كيه هوتشيسون” بشأن بيع حصتها في موانئ بنما

تصاعدت الضغوط الصينية على شركة “سي كيه هوتشيسون هولدينغز” (CK Hutchison Holdings) بسبب خططها لبيع حصتها في موانئ بنما، حيث نشرت السلطات الصينية مقالًا ثانيًا يندد بالصفقة.

في مقال نشرته صحيفة “تا كونغ باو” المدعومة من الحكومة، تساءل مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو عن مدى تأثير هذه الصفقة على الصين، وأثار قلقًا حول إمكانية أن تكون الصفقة ضارة بالمصالح الصينية.

ووجه المقال انتقادات حادة للشركة، قائلاً: “لماذا تم نقل ملكية العديد من الموانئ المهمة إلى قوى أميركية ذات نوايا سيئة بهذه السهولة؟” كما أضاف المقال: “الرواد العظماء ليسوا تجارًا يبحثون عن الربح فحسب، بل هم وطنيون حقيقيون.”

أثارت هذه المقالات استياءً كبيرًا من قبل السلطات الصينية، مما أدى إلى انخفاض كبير في أسهم “سي كيه هوتشيسون”، حيث شهدت تراجعًا بنسبة 6.4% يوم الجمعة، وهو أكبر انخفاض لها منذ عام 2020.

هذا التراجع جاء بعد أن وافقت الشركة المملوكة للملياردير لي كا شينغ، في وقت سابق من هذا الشهر، على بيع الجزء الأكبر من أعمالها في الموانئ العالمية لصالح تحالف تقوده شركة “بلاك روك”.

وشملت الصفقة بيع حصة مسيطرة في موانئ قرب قناة بنما، وهو ما يُعتبر انتصارًا للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عبر سابقًا عن قلقه بشأن ملكية الصين لهذه الموانئ.

في مقاله الأول، حذرت صحيفة “تا كونغ باو” الشركات من ضرورة توخي الحذر بشأن “الجانب الذي ينبغي أن تقف معه”، مشيرة إلى الاتهامات التي وجهها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي لشركة “سي كيه هوتشيسون” بالخيانة و”الخنوع المذل”.

بموجب الصفقة التي تبلغ قيمتها أكثر من 19 مليار دولار، ستبيع الشركة 43 ميناء في 23 دولة، مع الاحتفاظ بمرافقها في الصين وهونغ كونغ. ورغم أن الصفقة تتعلق بأصول خارجية، فإن الهجمات الأخيرة تثير القلق بشأن تدخل محتمل من قبل الصين.

في المقال الثاني، تم الإشادة بما وصفه المقال بـ”الأعمال البطولية” لرئيس شركة “هواوي” الصينية، رين تشنغ فاي، الذي استُهدف من قبل الولايات المتحدة بسبب قضايا تتعلق بالأمن القومي.

وأكد المقال أنه في مواجهة الضغوط الدولية، يجب على الشركات الصينية أن تقف ثابتة إلى جانب وطنها وتدافع عن مصالحها.

وأضاف المقال: “من يختارون السير في طريق العكس قد يحققون مكاسب مؤقتة، لكنهم في النهاية سيواجهون اللوم من التاريخ.”

تحديات تواجه “سي كيه هوتشيسون” في ظل التوترات الأمريكية الصينية

تسلط هذه الضغوط الضوء على التحديات التي تواجه الشركات الصينية التي تعمل في بيئة يتصاعد فيها التنافس بين الصين والولايات المتحدة. حيث أن “سي كيه هوتشيسون” تحقق نحو 90% من إيراداتها من خارج الصين وهونغ كونغ.

الصفقة التي قد تتم مع “بلاك روك” ستكون واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ لهذا العام، ويُتوقع أن تثير المزيد من الجدل في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.