تصريحات جديدة حول مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا: “أجواء فارغة” أم خطوة نحو الحل؟
![تصريحات جديدة حول مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا: "أجواء فارغة" أم خطوة نحو الحل؟ 1 2021 12 2 13 43 52 522 1 Detafour](https://detafour.com/wp-content/uploads/2025/02/2021_12_2_13_43_52_522-1-740x470.jpg)
وصف الكرملين إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وبعض القادة الآخرين من أجل إنهاء النزاع، بـ “الكلام الأجوَف” وذلك في وقت حساس حيث تتزايد الدعوات للسلام مع تصاعد الضغوط على الجانبين بعد ثلاث سنوات من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ومع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، وتصريحاته الأخيرة بشأن رغبته في إنهاء الحرب بسرعة دون خطة واضحة، زادت الحملة الدولية نحو إجراء محادثات سلام.
ورغم أن الرئيس الأوكراني كان قد رفض بشكل قاطع فكرة التفاوض مع روسيا في السابق، إلا أنه بدأ يعيد النظر في بعض جوانب موقفه مؤخراً بسبب التحديات التي يواجهها الجيش الأوكراني على الجبهات المختلفة، خاصة مع التقدم الروسي.
في مقابلة نُشرت الثلاثاء، رد زيلينسكي على سؤال حول إمكانية التفاوض مع بوتين، مؤكداً أنه “سيقوم بذلك إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام وحماية أرواح الأوكرانيين.” وذكر أنه يتصور صيغة تفاوض تشمل “أربعة أطراف” هي أوكرانيا، روسيا، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، علّق الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على التصريحات قائلاً إن “الاستعداد يجب أن يكون مدعومًا بشيء ملموس”، مشدداً على أن هذا الحديث لا يتعدى كونه “كلاماً فارغاً” حتى الآن.
وأضاف بيسكوف أن الموقف الروسي لا يزال كما هو، حيث لا يمكن لزيلينسكي التفاوض مع بوتين في ظل المرسوم الذي أقرّه الرئيس الأوكراني في أكتوبر 2022 والذي يمنع إجراء أي مفاوضات مع روسيا طالما بقي بوتين في السلطة، وذلك رداً على ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية.
ورغم هذه المواقف، أكد بيسكوف أن روسيا تبقى منفتحة على المحادثات، مشيرًا إلى أن “الواقع على الأرض يقتضي أن تكون كييف هي أول من يظهر استعدادًا للانخراط في مفاوضات، في ضوء التقدم العسكري الروسي.”
وأوضح أن روسيا تطالب أوكرانيا بالتنازل عن المناطق الأربعة في الجنوب والشرق، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، كما تشترط عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وهي مطالب لا تقبلها كييف.
وفي توضيح له، قال زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء إن استعداد أوكرانيا للتفاوض يعد بمثابة “تنازل” في حد ذاته.
واصفًا الرئيس الروسي بأنه “قاتل وإرهابي”، مؤكدًا أن أي حديث مع بوتين هو بمثابة “تنازل من أوكرانيا والعالم المتحضر.” كما أقر زيلينسكي بأن حلفاء كييف يؤمنون بأن الدبلوماسية هي الطريق الأمثل للتقدم نحو السلام.
يبدو أن الوضع الراهن يظل غامضًا، حيث تتزايد الدعوات للسلام في وقت يتصاعد فيه التوتر العسكري والمواقف المتباينة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل المفاوضات وكيفية التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.