تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يرفع أسعار النفط مؤقتًا وسط مخاوف من تقلبات الإمداد

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا تجاوز 4% أمس مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، لكن الخبراء يرون أن هذا الارتفاع قد يكون مؤقتًا مع استمرار تقييم المستثمرين لآفاق إمدادات “أوبك+” في الفترة المقبلة.
هدد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير بضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط إذا فشلت المفاوضات النووية مع واشنطن وتحولت إلى صراع مسلح.
في المقابل، بدأت الولايات المتحدة إجراءات لإجلاء موظفي سفارتها في العراق بسبب تزايد المخاطر الأمنية، وسط تصاعد التوتر مع إيران.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشككه المتزايد في إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين الطرفين.
تستعد طهران والجولة السادسة من المفاوضات النووية المقررة الأحد المقبل، حيث تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، بينما تصر واشنطن على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، مما يزيد من حدة التوترات الإقليمية والدولية.
حظي النفط بدعم إضافي عقب إعلان واشنطن وبكين اتفاق إطار للعمل المشترك لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها في جنيف الشهر الماضي، مما خفف المخاوف من حرب تجارية قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي وطلب النفط.
وفي مؤشر على قوة الطلب الأمريكي، أظهرت بيانات انخفاضًا كبيرًا في مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة بمقدار 3.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع 2.4 مليون برميل فقط.
خفضت وكالة “فيتش” توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط إلى 800 ألف برميل يوميًا هذا العام، مقارنة بتوقعات سابقة تزيد عن مليون برميل يوميًا.
وفي الوقت ذاته، توقع وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت انخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة خلال العام المقبل إلى 13.37 مليون برميل يوميًا، مقابل 13.42 مليون برميل متوقعة في 2025، في توافق مع تقديرات إدارة معلومات الطاقة.
يرى محللو “بلومبرج” أن محاولات البيت الأبيض لتسهيل منح تصاريح التنقيب وتخفيف اللوائح قد ترفع الإنتاج، إلا أن ارتفاع التكاليف الجمركية ونفاد مواقع الحفر الرئيسية يحد من قدرة المنتجين على زيادة الإنتاج.
و يعتقد كلفن وونج، كبير محللي السوق في “أواندا”، أن نتائج المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة قد تساعد على تهدئة التوترات، مما يؤدي إلى ضغط نزولي على أسعار النفط.
وفي الوقت نفسه، قالت شركة “ريستاد إنرجي” إن سوق النفط يمكنه استيعاب زيادة إنتاج “أوبك+” خلال فصل الصيف، لكن استمرار زيادة الإنتاج بنفس الوتيرة قد يؤدي إلى هبوط حاد في الأسعار، ما يثير مخاوف من تقلبات مستقبلية في السوق.