تسلا في مواجهة العاصفة: هل فقدت الشركة بريقها؟

تمر “تسلا” بمرحلة صعبة، حيث يتردد المشترون قبل اقتناء سياراتها، وحتى الملاك الحاليون يفكرون في بيعها. يأتي ذلك وسط أزمة متعددة الأبعاد تواجهها الشركة، تتراوح بين تراجع المبيعات عالميًا، وتزايد الجدل السياسي المحيط بمديرها التنفيذي “إيلون ماسك” بسبب دوره في إدارة “ترامب”.
حظيت “تسلا” بدعم كبير من “ترامب”، الذي أعلن نيته شراء إحدى سياراتها. ورغم هذا الزخم السياسي، فإن سهم الشركة محا جميع المكاسب التي سجلها منذ الانتخابات.
كما سجلت “تسلا” أول تراجع في مبيعاتها خلال فبراير، خاصة في السوق الصيني الذي يشهد منافسة قوية، بينما تأثرت مبيعاتها في أوروبا بسبب مواقف “ماسك” المثيرة للجدل.
و على الرغم من انخفاض أسعار سيارات “تسلا” المستعملة إلى مستويات غير مسبوقة، إلا أن العثور على مشترين أصبح أكثر صعوبة. إذ تعاني صالات العرض من أعمال تخريب واحتجاجات بسبب سياسات “ماسك” التقشفية التي تستهدف خفض النفقات الحكومية والوظائف الفيدرالية.
وفقًا لاستطلاع أجراه موقع “كارز”، انخفضت عمليات البحث عن سيارات “تسلا” المستعملة بنسبة 16% خلال فبراير، بينما ارتفع الطلب على سيارات الشركات المنافسة بنسبة 28%.
أشار موقع “كارجورس” إلى أن سيارات “تسلا” المستعملة تتراجع قيمتها بمعدل يفوق ضعف متوسط السيارات المستعملة في السوق الأمريكي.
و كانت”سايبرتراك” الأكثر تضررًا، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 58% مقارنة بسعرها الأصلي. كذلك، تراجع متوسط سعر “موديل واي”، الأكثر مبيعًا، بمقدار 6,000 دولار منذ مارس 2024 ليصل إلى 30,000 دولار، بفارق 20,000 دولار عن عام 2023، نتيجة التخفيضات المستمرة على السيارات الجديدة.
وفقًا لـ”برايان مودي” من “أوتو ترايدر”، تنخفض أسعار السيارات الكهربائية بنسبة 11% أسرع من السيارات التقليدية، لأن المستهلكين يعتبرونها أشبه بالسلع التقنية، مما يجعلهم أكثر اهتمامًا بالحصول على أحدث الابتكارات وأقل ولاءً للعلامة التجارية.
يشير “ديفيد غرين” من “كارز دوت كوم” إلى أن سوق السيارات الكهربائية المستعملة أصبح أكثر تنوعًا، حيث ارتفع عدد الطرازات المعروضة من 58 طرازًا إلى 76 طرازًا في فبراير 2025، مما يوفر للمستهلكين خيارات أكثر من العلامات التجارية الأخرى بخلاف “تسلا”.