تسلا تُبرم صفقة ضخمة مع إل جي لإنرجي لتوريد بطاريات تخزين الطاقة من مصنع محلي

في خطوة استراتيجية جديدة تهدف إلى تقليل انكشافها على سلاسل التوريد الصينية، أبرمت شركة “تسلا” الأميركية عقدًا ضخمًا بقيمة 4.3 مليار دولار مع “إل جي إنرجي سوليوشن” الكورية الجنوبية، لتوريد بطاريات أنظمة تخزين الطاقة من مصنع الشركة في ولاية ميشيغان، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز” نقلًا عن مصادر مطلعة.
هذه الصفقة تمثل تحوّلًا لافتًا في استراتيجية تسلا، التي تسعى لتقليل اعتمادها على واردات الصين بسبب التوترات التجارية والرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على المعدات والبطاريات المصنعة في بكين.
وبحسب التفاصيل، فإن البطاريات التي ستوردها “إل جي إنرجي” من نوع فوسفات حديد الليثيوم (LFP)، وستُستخدم خصيصًا في أنظمة تخزين الطاقة، وليس في سيارات تسلا الكهربائية، وهو ما يعكس تنوع استراتيجية الطاقة لدى الشركة.
وكانت “إل جي إنرجي” قد أعلنت في وقت سابق اليوم، الأربعاء، عن توقيع عقد عالمي يمتد لثلاث سنوات لتوريد بطاريات، دون الإفصاح عن اسم العميل أو وجهة الاستخدام. لكن تقرير “رويترز” أوضح أن تسلا هي الطرف الرئيسي في هذه الاتفاقية، وأن الوجهة الأساسية لهذه البطاريات ستكون الولايات المتحدة.
التحول نحو تخزين الطاقة لا يأتي من فراغ، ففي ظل تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، تحوّلت “إل جي إنرجي” إلى التركيز على سوق أنظمة التخزين، والذي يشهد انتعاشًا مدفوعًا بالطلب المتزايد من مراكز البيانات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وما يتطلبه ذلك من مصادر طاقة موثوقة ومستقرة.
وفي بيان سابق، أكدت الشركة الكورية أنها تعتزم تعويض انخفاض الطلب في قطاع السيارات الكهربائية من خلال تعزيز مبيعات بطاريات التخزين، مستفيدة من الزخم العالمي في مجال الطاقة والتكنولوجيا.
الصفقة الجديدة بين تسلا و”إل جي إنرجي” تمثل أكثر من مجرد عقد تجاري؛ إنها مؤشر على التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية في سلاسل التوريد العالمية، وتأكيد على توجه الشركات الكبرى لتنويع مصادرها وتوسيع استخدام تقنيات الطاقة في مجالات تتجاوز السيارات، لتشمل البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي.