ترامب يواصل استخدام الرسوم الجمركية كأداة تفاوضية في صفقاته الدولية
عاد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض محملاً بخبرة واسعة في إبرام الصفقات، حيث واصل استخدام الأدوات الاقتصادية، لا سيما الرسوم الجمركية، كوسيلة ضغط لكسب تنازلات من الدول حول العالم، بما في ذلك المكسيك وكندا والصين وكولومبيا.
خلال حملته الانتخابية، هدد “ترامب” بفرض تعريفات جمركية شاملة فور عودته إلى الرئاسة، لكنه لم يتخذ خطوات تنفيذية فورية.
و بعد ساعات من تنصيبه، أعلن عن تهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات المكسيك وكندا، وذكر احتمالية فرض تعريفات إضافية على الصين تصل إلى 10%.
وقد أظهرت وعوده الانتخابية وإجراءاته السابقة أن هذا التهديد قد يكون جزءًا من استراتيجيته المفضلة منذ فترة طويلة.
حتى في ظل التهديد بحظر تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، لجأ “ترامب” إلى نفس الأسلوب، حيث ربط فرض تعريفات جمركية على الصين برد بكين على استحواذ أمريكي محتمل على نسبة لا تقل عن 50% من التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس”.
بالإضافة إلى ذلك، تكررت تهديدات “ترامب” لكولومبيا بفرض تعريفات جمركية وعقوبات بسبب رفضها استقبال رحلات جوية تحمل مهاجرين مرحلين، وسط حملته الصارمة ضد الهجرة.
لكن سرعان ما تراجعت الولايات المتحدة بعد موافقة كولومبيا على شروطه، ما أثار تساؤلات في الأسواق حول مدى استعداد “ترامب” لتنفيذ تهديداته.
لكن رغم التراجع السريع في بعض الحالات، أظهر “ترامب” أن الرسوم الجمركية تظل سلاحه الأساسي في التعامل مع الخلافات السياسية.
ويرى أن فرض هذه الرسوم يمكن أن يساعد في إصلاح العجز التجاري الأمريكي، وتعزيز القدرة التنافسية للبلاد، وتحفيز الاستثمار المحلي، وخلق فرص عمل، رغم التحذيرات من تأثيراتها السلبية على التضخم.
وفي مقال نشر عام 2019 في “وول ستريت جورنال”، أشار “توماس كوتشان” من معهد “ماساتشوستس” إلى أن أسلوب “ترامب” في التفاوض يعتمد على تقديم تنازلات أولية صغيرة، طالما كانت مصحوبة بالاحترام والتقدير.
ورغم ذلك، أظهر تقرير لمعهد “بروكينجز” أن استخدام الرسوم الجمركية كوسيلة ضغط قد لا يؤدي دائمًا إلى علاقات تجارية أكثر نفعًا، رغم نجاحها في جذب انتباه الدول الأخرى.
في الختام، قد يحقق “ترامب” نجاحًا في استخدام تهديدات الرسوم الجمركية للحصول على صفقات أفضل للولايات المتحدة، لكن تكرار هذا النهج قد يؤدي إلى زيادة التضخم، انخفاض الأرباح، وتزايد حالة عدم اليقين بشأن الحروب التجارية.