ترامب يعلن قرب اتفاق أميركي-ياباني لإحياء مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال من ألاسكا

في بادرة جديدة قد تُحيي أحد أضخم مشاريع الطاقة المجمدة منذ سنوات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة واليابان تقتربان من شراكة مشتركة لتصدير الغاز الطبيعي المسال من ولاية ألاسكا.
المشروع، الذي تُقدّر تكلفته بنحو 44 مليار دولار، ظل عالقًا لعقود بسبب غياب التمويل والعقود الملزمة.
وخلال لقاء عقده في واشنطن مع نواب أميركيين، صرّح ترامب بأن اليابان باتت “مستعدة للمضي قدمًا في المشروع المشترك لتصدير الغاز من ألاسكا”، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل حول شكل الاتفاق أو مراحله التنفيذية، مما يترك التساؤلات قائمة حول ما إذا كان الاتفاق فعليًا أم لا يزال في إطار النوايا السياسية.
ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع إقرار ترامب التوصل إلى اتفاق تجاري أوسع مع اليابان، يتضمن التزامات استثمارية بقيمة 550 مليار دولار، دون كشف تفاصيل دقيقة بشأن تلك الاستثمارات أو توقيتها، مما يفتح المجال للتكهنات حول ارتباط هذه المشاريع بالصفقات الاقتصادية الجديدة بين الطرفين.
مشروع ألاسكا لتصدير الغاز كان مطروحًا على الطاولة منذ عقود، لكنه لم يجد طريقه للتنفيذ بسبب تعقيدات تمويلية وتقنية، على رأسها الحاجة إلى مد أنبوب غاز بطول 1,287 كيلومترًا عبر تضاريس وعرة، وهو ما يزيد من كلفته مقارنة بمرافق التصدير الأخرى مثل تلك المنتشرة على سواحل خليج المكسيك.
رغم ذلك، يُعد المشروع فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لتقوية صادراتها من الطاقة نحو آسيا، ولليابان لضمان تنويع مصادر استيرادها، خاصة أنها ثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم.
منذ توليه الرئاسة، كثّف ترامب دعواته لحلفاء الولايات المتحدة في آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، للمساهمة في تمويل المشروع الضخم في ألاسكا، باعتباره جزءًا من رؤيته لتحفيز الاقتصاد الأميركي عبر تعزيز صادرات الطاقة.
وكانت وفود أميركية قد زارت ألاسكا مؤخراً لمناقشة إمكانية الشراكة في هذا المشروع مع ممثلين عن تلك الدول، في محاولة لإعطاء دفعة سياسية للمشروع المتعثر.
وفيما لم تصدر تعليقات رسمية من البيت الأبيض أو الشركة المطورة للمشروع “غلين فارني غروب”، أكدت وزارة التجارة اليابانية أن طوكيو لا تزال تتابع باهتمام فرص استيراد الغاز الأميركي، ما يُبقي الأمل قائماً في أن تتحول هذه التصريحات إلى خطوات تنفيذية ملموسة في الفترة المقبلة.