ترامب يُشعل فتيل النزاع التجاري مجددًا…تعريفات جديدة تطال دولًا غير متوقعة

في خطوة مفاجئة أعادت التوتر إلى الساحة التجارية الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، فرض رسوم جمركية جديدة بنسب متفاوتة على مجموعة من الدول، وذلك بعد لحظات فقط من إعلان البيت الأبيض تمديد الهدنة التجارية إلى غاية الأول من أغسطس.

وظهر ترامب على منصته “تروث سوشيال” لينشر مجموعة من الخطابات الرسمية الموجهة إلى قادة الدول المستهدفة، والتي شملت دولًا مثل ماليزيا، كازاخستان، جنوب أفريقيا، لاوس، وميانمار.

وتضمنت هذه الرسائل إشعارًا واضحًا بأن الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ فور انتهاء التمديد في بداية أغسطس المقبل.

المفارقة أن هذا التصعيد جاء متزامنًا مع إعلان “كارولين ليفيت”، المتحدثة باسم البيت الأبيض، عن توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا بتمديد المهلة الحالية لتعليق الرسوم المتبادلة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لشراء الوقت قبل تنفيذ ضربة اقتصادية مزدوجة.

الخطابات التي أرسلها ترامب تضمنت بندًا ثابتًا يعتبر تهديدًا مباشرًا: إذا قامت أي دولة بفرض رسوم انتقامية على السلع الأمريكية، فإن واشنطن سترد برفع إضافي متطابق، ما يعني أن كل خطوة مقابِلة من الطرف الآخر ستُقابل بزيادة تلقائية في التعريفة الجمركية الأمريكية.

فعلى سبيل المثال، إذا قررت إندونيسيا فرض رسوم بنسبة 10% على المنتجات الأمريكية، فإن الولايات المتحدة سترد بإضافة 10% أخرى فوق النسبة المعلنة مسبقًا وهي 32%، ليصل مجموع الرسوم إلى 42%.

وهي سياسة وصفتها مصادر اقتصادية بأنها “عقابية ومتصاعدة” تهدد بتوسيع رقعة الحرب التجارية إلى دول لم تكن سابقًا ضمن دائرة الاستهداف الأمريكي المباشر.

الخطوة تعكس عودة نهج “أمريكا أولًا” بأسلوب أكثر صرامة، وتثير مخاوف من تصعيد تجاري جديد يُمكن أن يعيد تشكيل خريطة العلاقات الاقتصادية الدولية، خصوصًا في ظل استعداد ترامب لخوض غمار الانتخابات الرئاسية القادمة ببرنامج يضع السيادة الاقتصادية في مقدمة أولوياته.