ترامب يتحدى التراجع في شعبيته ويستعرض قوته الاقتصادية قبيل انتخابات 2026

يواصل الرئيس الأميركي الجمهوري، دونالد ترامب، تحدي التراجع في شعبيته والشائعات حول صحته، مستعرضاً حيويته الكبيرة ومزايا “الاقتصاد المزدهر” في الولايات المتحدة، في أسلوب يعيد إلى الأذهان الاتهامات الحادة التي كان يوجهها لسلفه جو بايدن.
وخلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا الثلاثاء، كرّر ترامب اسم بايدن أكثر من عشرين مرة، مصوّراً منافسه السابق على أنه “نائم” وغير قادر على قيادة البلاد، بينما يروّج لنفسه كقائد حيوي يفتح أبواب “العصر الذهبي” للاقتصاد الأميركي.
وفي مقابلة مع موقع بوليتيكو، وصف ترامب الاقتصاد الأميركي بأنه يستحق “خمسة وعشرين على عشرين”، مؤكداً استمرار انخفاض الأسعار، رغم تذمر العديد من الأميركيين من غلاء المعيشة.
وتظهر استطلاعات الرأي عكس ذلك، إذ كشف مسح أجرته جامعة شيكاغو لصالح وكالة أسوشيتد برس أن 31% فقط من الأميركيين راضون عن سياسات ترامب الاقتصادية، فيما يرى محللون أن قاعدة مؤيديه الثابتة لا تمثل الأغلبية، حسب أليكس كينا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا كومنولث، الذي يقول: “في لحظة ما يخرج الناس من منازلهم للتسوق، وعندها يرون الحقيقة ساطعة أمامهم”.
يعيد ترامب، مثل سلفه جو بايدن، توجيه غضب المستهلكين نحو الشركات الكبرى المشتبه في تلاعبها بالأسعار، ويواجه تحدياً في حشد التأييد لخطط دعم القدرة الشرائية.
كما يثير الرئيس الجمهوري، شأن بايدن، تساؤلات حول وضعه الصحي، رغم أن مستوى الشكوك لا يزال أقل حدة مقارنة بالاتهامات التي كان يوجهها ترامب لبايدن سابقاً.
وأشار كينا إلى أن حملة ترامب التي تصور بايدن كرجل عجوز غير قادر على الحكم تستغل استياء الجمهور من شيخوخة الطبقة السياسية، لكنها قد تنقلب ضد الرئيس الحالي نفسه، البالغ 79 عاماً، والذي تخضع كل ظهوراته ومصافحاته اليومية لمتابعة دقيقة من الإعلام والجمهور.
يستمر ترامب في التعامل المباشر مع الصحافة، وغالباً ما يشارك في مقابلات مطولة وعفوية، لكنه يرفض أي تشكيك في حيويته، كما حدث مؤخراً مع تغطية صحيفة نيويورك تايمز. وكتب على منصته “تروث سوشل”: “إنها فتنة، بل ربما خيانة عظمى، عندما تنشر وسائل الإعلام باستمرار مقالات كاذبة لتشويه سمعة رئيس الولايات المتحدة والتقليل من شأنه”.
في المقابل، يحاول فريق بايدن حماية الرئيس الثمانيني من الأسئلة المتطفلة للجمهور والإعلام، بعد انتشار صور ومقاطع مفبركة مثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل صورة مفبركة تُظهر ترامب وهو يستخدم عكازاً، أو التساؤلات حول كدمة ظهره المزعم أنها نتيجة كثرة المصافحات.
مع اقتراب انتخابات 2026، يبقى ترامب متمسكاً بصورته كقائد قوي وحيوي، في مواجهة تراجع شعبيته وارتفاع الانتقادات الإعلامية، في لعبة سياسية تمزج بين الترويج الذاتي والهجمات على منافسه السابق.




