ترامب: البيتكوين أداة استراتيجية لتعزيز الهيمنة المالية الأمريكية

أكد الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، خلال منتدى الأعمال الأمريكي في ميامي، أن الولايات المتحدة يجب أن تتصدر العالم في مجال الابتكار المالي والعملات المشفرة، مشددًا على أهمية أن تكون واشنطن «الأولى» في هذا القطاع كما هي في الذكاء الاصطناعي.
وجاءت تصريحات ترامب في 5 نوفمبر 2025، وسط ترقب واسع لتوجهات الولايات المتحدة نحو الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأشار ترامب إلى أنه أنهى ما وصفه بـ«الحرب الفيدرالية على العملات المشفرة» من خلال أوامر تنفيذية، معتبرًا أن البيتكوين تمثل أداة مالية مهمة تخفف الضغط عن الدولار وتفتح أبوابًا جديدة للنمو الاقتصادي.
وانتقد الرئيس السابق ما وصفه بالسياسات السابقة لإدارة بايدن، التي كانت، بحسب قوله، صارمة في التعامل مع العاملين في قطاع العملات الرقمية.
وربط ترامب صعود البيتكوين بالمنافسة مع الصين، مشيرًا إلى أن بكين وهونغ كونغ تسعيان بقوة لتطوير أسواق رقمية منافسة.
وأوضح أن الصين أطلقت مشاريع لتطوير أنظمة العملات المشفرة، بينما أصدرت هونغ كونغ لوائح جديدة تسهّل عمل المنصات الرقمية وإدراج أصول مشفرة جديدة، بما في ذلك صناديق الاستثمار المتداولة بالبيتكوين والإيثر.
كما تناول ترامب المبادرات التي اتخذتها حكومته لتعزيز الثقة في السوق الرقمية، مشيرًا إلى إنشاء البيت الأبيض احتياطيًا استراتيجيًا من البيتكوين باستخدام أصول مصادرة من جرائم مالية، دون شراء مباشر من السوق، في خطوة اعتبرها دليلاً على دعم البيتكوين دون المساس بسيادة الدولار الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، أقرّ الكونغرس الأمريكي قانون «جينيوس»، الذي يرسخ إطارًا قانونيًا للعملات المستقرة المرتبطة بالدولار، بينما رفضت إدارة ترامب إصدار عملة رقمية للبنك المركزي، حفاظًا على قوة الدولار على المستوى العالمي.
وتأتي تصريحات ترامب في ظل تنافس جيوسياسي متسارع للهيمنة على النظام المالي العالمي الرقمي، حيث تسعى الصين وهونغ كونغ لتعزيز مواقعها في اقتصاد العملات المشفرة، بينما تراهن الولايات المتحدة على الجمع بين البيتكوين والدولار لتحقيق ميزة استراتيجية في الأسواق المالية العالمية.
ويرى محللون أن موقف ترامب يعكس توجهًا جديدًا قد يساهم في إعادة رسم ملامح الهيمنة الاقتصادية الأمريكية خلال السنوات المقبلة.




