تراجع حماس الشركات نحو البيتكوين يثير القلق في الأسواق المؤسسية

تشير أحدث البيانات إلى تراجع ملحوظ في اعتماد الشركات على البيتكوين كجزء من استراتيجيات خزائنها المالية، بعد موجة انتعاش كبيرة شهدتها في الأشهر الأولى من عام 2025.
وفقًا لتقرير صادر عن “K33 Research”، شهدت مشتريات الشركات من البيتكوين في سبتمبر أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي، مما يعكس تباطؤ الاهتمام المؤسسي بالعملة الرقمية الأكثر شهرة.
خلال عام 2025، أدرجت أكثر من 200 شركة حول العالم البيتكوين ضمن احتياطياتها المالية، مستجيبة لدعم سياسي متزايد وتشجيع علني من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقد شمل هذا الزخم شركات من قطاعات متنوعة، بما في ذلك الصناعات الدوائية والمعدات الزراعية، لتدخل عالم الأصول الرقمية لأول مرة.
إلا أن الواقع لم يكن متفائلًا كما توقع البعض. تشير التقارير إلى أن نحو ربع الشركات التي تبنت استراتيجيات “كريبتو-خزينة” تتداول أسهمها الآن بأقل من قيمة ما تحتفظ به من البيتكوين، مع تسجيل بعض الأسهم تراجعًا يزيد على 50% منذ الإعلان عن هذه الخطوة، ما يعكس تراجع ثقة المستثمرين في جدوى هذه الاستثمارات.
إضافةً إلى التراجع في أسعار الأسهم، واجهت الشركات ضغوطًا تنظيمية متزايدة، مع بدء الجهات المختصة في التدقيق بممارسات تمويل مشتريات البيتكوين من خلال إصدارات أسهم خاصة.
هذا التدفق الكبير من الإصدارات أدى إلى تشبع السوق وفقدان جاذبية الاستثمار، مما أضعف الزخم الذي شهدته الظاهرة في بداياتها.
ويشير المحللون إلى أن ما بدأ كخطة استراتيجية لتأمين الأصول وتنويع المحافظ المالية تحول إلى عبء على شركات لم تكن تمتلك قاعدة مالية قوية لدعم المخاطرة المرتبطة بالأصول الرقمية.
وبينما لا تزال بعض المؤسسات الكبرى متمسكة برؤيتها طويلة الأمد تجاه البيتكوين، فإن التباطؤ الأخير يثير تساؤلات حول استدامة هذه “الموجة الرقمية” في الخزائن المؤسسية، ومدى قدرتها على الصمود أمام تقلبات السوق المتزايدة وتشديد الرقابة المالية.