تراجع حاد يضرب مشروع ترامب الرقمي وسط شبهات سياسية ومالية

دخل مشروع العملات المشفّرة المرتبط بعائلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة اضطراب حاد، بعدما سجّل رمز الحوكمة الخاص به WLFI خسائر تجاوزت 40% من قيمته منذ بدء تداوله العلني، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات السياسية والشكوك بشأن تضارب المصالح.
المشروع، الذي يحمل اسم World Liberty Financial، انطلق في سبتمبر 2024 تزامنًا مع الحملة الانتخابية، بقيادة دونالد ترامب جونيور وإريك ترامب، وراهن منذ البداية على اقتحام سوق الأصول الرقمية من خلال حزمة طموحة شملت إطلاق رمز WLFI، وعملة مستقرة تحت مسمى USD1، إلى جانب إبرام شراكات مع منصات تمويل لامركزي وجهات استثمارية.
وخلال مرحلتي بيع للرموز، تمكن القائمون على المشروع من جمع أكثر من 550 مليون دولار، قبل أن يتوسعوا في بناء محفظة أصول رقمية كبيرة، ضمت عملات بارزة مثل Wrapped Bitcoin (WBTC) وEther وعملة MOVE.
هذا التوسع السريع رفع القيمة الإجمالية لمحفظة المشروع إلى مستوى قياسي فاق 17 مليار دولار في سبتمبر 2025.
غير أن هذا الزخم لم يدم طويلًا، إذ بدأت المؤشرات السلبية تتراكم، لتتراجع قيمة المحفظة إلى أقل من 8 مليارات دولار بحلول منتصف ديسمبر، أي بخسارة تقارب 47% خلال فترة وجيزة، ما أثار تساؤلات حول متانة النموذج المالي للمشروع واستدامته.
ويواكب هذا الانحدار ضغط سياسي متزايد في واشنطن، حيث طالب عدد من المشرّعين، من بينهم السيناتور إليزابيث وارن والنائبة ماكسين ووترز، هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بفتح تحقيق رسمي في أنشطة المشروع.
وتتركز الشبهات حول مزاعم ببيع رموز لمستثمرين يُعتقد بارتباطهم بدول خاضعة لعقوبات مثل إيران وكوريا الشمالية وروسيا، ما يزيد من تعقيد المشهد ويضع مستقبل المشروع أمام اختبارات صعبة على المستويين القانوني والسياسي.




