تراجع الين الياباني بفعل تصحيح الأسعار ومخاوف من المنافسة التكنولوجية الصينية
شهدت أسواق العملات الآسيوية يوم الثلاثاء تراجعًا للين الياباني مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليتخلى عن أعلى مستوياته في ستة أسابيع أمام الدولار الأمريكي.
جاء هذا التراجع نتيجة عمليات التصحيح وجني الأرباح، إلى جانب تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على سلع صناعية رئيسية.
رغم حالة التوتر التي تسيطر على الأسواق العالمية، إلا أن العملة اليابانية تعرضت لضغوط إضافية مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.
وجاء هذا قبيل انعقاد أول اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025، الذي يتوقع أن يُبقي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية دون أي تغيير.
أطلقت الصين تطبيق الذكاء الاصطناعي “ديبسيك” (DeepSeek)، الذي يعتمد على تقنيات أقل تكلفة ويستهلك بيانات أقل، ما أثار قلقًا واسعًا في الأسواق.
يُتوقع أن تُحدث هذه التقنية تحولًا جذريًا في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يهدد ريادة الشركات الأمريكية الكبرى، مثل إنفيديا، في هذا القطاع.
هذا الابتكار الصيني أدى إلى موجة بيع كبيرة لأسهم التكنولوجيا الأمريكية. على سبيل المثال، سجل سهم إنفيديا تراجعًا حادًا بنسبة 17%، لتخسر الشركة حوالي 590 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهي أكبر خسارة لسهم واحد في تاريخ الأسواق الأمريكية.
سعر الين اليوم: ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.95% ليصل إلى 155.94 ينًا، مقارنة بسعر الافتتاح عند 154.49 ينًا، مع تسجيل أدنى مستوى خلال الجلسة عند 154.43 ينًا.
أداء الأمس: حقق الين ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين بنسبة 0.95% مقابل الدولار، مسجلًا أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 153.71 ينًا.
و جاء هذا الارتفاع نتيجة تسارع عمليات شراء الين كملاذ آمن وسط موجة بيع حادة في أسواق الأسهم العالمية.
و أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عزمه فرض تعريفات جمركية جديدة على بعض السلع المستوردة، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي. تشمل هذه السلع منتجات الصلب، الألمنيوم، والنحاس. كما أشار إلى احتمال توسيع نطاق الرسوم لتشمل مزيدًا من السلع في المستقبل القريب.
وفي سياق متصل، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين سكوت بيسنت وزيرًا جديدًا للخزانة. ووفقًا لتقارير صحفية، يُعرف بيسنت بتأييده لفرض تعريفات جمركية شاملة تبدأ من 2.5%.
مع اقتراب انعقاد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، وترقب الأسواق لتداعيات المنافسة التكنولوجية الصينية، يظل المستثمرون في حالة ترقب لمزيد من المؤشرات حول توجهات السياسة النقدية الأمريكية، ومدى تأثير الابتكارات الصينية على القطاعات التكنولوجية العالمية.