واصل الدولار الأمريكي تراجعه في الأسواق الأوروبية يوم الجمعة، مسجلاً خسائر لليوم الثالث على التوالي، ليقترب من أدنى مستوياته في ستة أشهر.
و يأتي هذا التراجع في ظل استمرار الضغوط البيعية على العملة الأمريكية، وسط تصاعد المخاوف بشأن سياسات الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي جاءت أكثر عدوانية مما كان متوقعًا.
أثارت الإجراءات الجمركية الجديدة قلق الأسواق حيال تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، مما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تسريع وتيرة تخفيض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
ويترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم، والذي يعد مؤشراً رئيسياً تعتمد عليه السلطات النقدية في تحديد توجهاتها المستقبلية.
و انخفض مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.45% ليصل إلى 101.54 نقطة، مقارنة بسعر الافتتاح عند 101.99 نقطة، بينما سجل أعلى مستوى عند 102.66 نقطة.
و مع اقتراب إغلاق تعاملات الأسبوع، يتجه مؤشر الدولار نحو تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 2.4%، وهو ما يعني تكبده ثاني خسارة أسبوعية متتالية، وسط عمليات بيع مكثفة.
أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم إضافية أكثر ارتفاعاً على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين، ومن بينهم الصين واليابان والاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في 9 أبريل، مستهدفة حوالي 60 دولة.
وتشمل التعريفات الجديدة فرض رسوم بنسبة 36% على المنتجات الصينية، و24% على الواردات اليابانية، و20% على سلع الاتحاد الأوروبي. كما سيتم فرض رسوم بنسبة 25% على السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى توترات تجارية عالمية، مما قد يزيد الضغوط على الدولار الأمريكي، ويدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
