تراجع أسعار الحبوب في شيكاغو وسط تحسن التوقعات المناخية وزيادة المعروض العالمي
واصلت أسعار القمح تراجعها في بورصة شيكاغو للجلسة الثالثة على التوالي، خلال تعاملات يوم الثلاثاء، في ظل انحسار المخاوف من اضطرابات مناخية قبل انطلاق موسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي.
هذا التراجع يعكس توقعات متزايدة بوفرة في المعروض العالمي، ما أضعف الزخم الصعودي الذي شهدته السوق سابقًا.
سجلت العقود الآجلة للقمح تسليم يوليو انخفاضًا بنسبة 2.6% لتستقر عند 5.28 دولار للبوشل، بعد أن كانت قد تعافت الأسبوع الماضي من أدنى مستوى لها في خمس سنوات (5.06 دولار للبوشل)، بفعل عمليات تغطية مراكز بيع نتيجة القلق من الطقس السيئ.
إلا أن تلك المخاوف تلاشت تدريجيًا مع تقارير تفيد بهطول أمطار في مناطق جافة شمال أوروبا وتوقعات مماثلة لمناطق زراعية صينية تعاني من الجفاف.
إلى جانب ذلك، دعمت زيادة توقعات الإنتاج في روسيا والاتحاد الأوروبي هذا الاتجاه التراجعي، حيث صرح محلل لدى شركة أسترالية لتجارة الحبوب بأن “الأسواق تبدو مطمئنة حاليًا، واقتراب موسم الحصاد قد يدفع الأسعار لمزيد من التراجع”.
في ذات السياق، تراجعت أسعار الذرة بنسبة 0.3% لتصل عند التسوية إلى 4.59 دولار للبوشل، متأثرة بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي الذي قلل من تنافسية الصادرات الأمريكية، فضلاً عن تحسن آفاق إنتاج الذرة في كل من الولايات المتحدة والبرازيل، مع قيام شركة Datagro برفع توقعاتها لمحصول الذرة لموسم 2024-2025.
على عكس القمح والذرة، حققت العقود الآجلة لفول الصويا بعض المكاسب، حيث صعدت بنسبة 0.2% لتسجل 10.62 دولار للبوشل، مدعومة بارتفاع أسعار الزيوت النباتية المرتبطة به، وتحسّن معنويات السوق بعد استقرار الأسواق المالية العالمية عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتأجيل فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي.
تعافي الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في شهر، الذي سجله يوم الإثنين، ساهم أيضًا في تراجع الطلب على الحبوب الأمريكية، بينما لا تزال الصادرات ضعيفة، خاصة مع تسجيل انخفاض في أسعار تصدير القمح الروسي – المورد العالمي الأول.
في الأثناء، يترقب المتعاملون في السوق تقرير وزارة الزراعة الأمريكية حول حالة القمح الشتوي، وسط مؤشرات على تحسن الظروف الزراعية في الولايات المتحدة، ما قد يضيف مزيدًا من الضغوط الهبوطية على الأسعار.
تُشير توقعات الأسواق إلى استمرار الهدوء النسبي خلال الأسبوع الجاري، في انتظار بيانات زراعية رئيسية من وزارة الزراعة الأمريكية خلال شهر يونيو، والتي ستحدد إلى حد كبير اتجاهات الأسعار في الأسواق العالمية للحبوب.
