الاقتصادية

تذبذب أسعار الصويا وسط مخاوف الواردات الصينية وتوقعات متباينة

شهدت أسعار فول الصويا تراجعًا في تداولات يوم الخميس، متخلّية عن ذروتها التي بلغت أعلى مستوياتها في عشرة أشهر خلال جلسة الأربعاء، وسط تزايد القلق من تراجع الطلب الصيني، أكبر مستورد في العالم.

فقد هبطت واردات الصين من فول الصويا إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2013، في وقتٍ تشير فيه تقديرات الأسواق إلى أن استهلاك البلاد قد يظل بطيئًا حتى منتصف العام، ما يعكس استمرار حالة التباطؤ في السوق الصينية.

في المقابل، حصدت البرازيل – التي تُعد أكبر مورّد عالمي لفول الصويا – محصولًا قياسيًا هذا الموسم. وأظهرت البيانات أن صادراتها إلى الصين بلغت مستويات غير مسبوقة، مدفوعة بالطلب القوي وتوفر المعروض.

ومع ذلك، كشفت الفجوة الكبيرة بين بيانات الجمارك الصينية وأرقام صادرات الدول المورّدة عن خلل في التقديرات، دفع وزارة الزراعة الأمريكية إلى التوقف عن الاعتماد على الإحصاءات الصينية في تقاريرها الرسمية منذ العام الماضي.

ورغم هذا التضارب، هناك مؤشرات تفيد بأن بعض المشترين الصينيين استلموا شحنات إضافية من فول الصويا الأمريكي قبل أشهر، خلال ذروة موسم التصدير الأمريكي، مما خفف مؤقتًا من تراجع الإمدادات.

وبحسب الجمارك الصينية، لم تتجاوز واردات فول الصويا خلال شهري مارس وأبريل 9.6 مليون طن، مسجّلة انخفاضًا سنويًا حادًا بنسبة 32%، وهو المستوى الأدنى منذ أكثر من عقد.

ويُبقي هذا التراجع إجمالي واردات الصين خلال أول سبعة أشهر من الموسم الزراعي الحالي في أدنى مستوى لها منذ ست سنوات.

ويُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها تأخر إجراءات التخليص الجمركي، وهي مسألة مألوفة في السوق الصينية، بالإضافة إلى تأخر حصاد المحصول البرازيلي ومشاكل لوجستية أعاقت تصاعد وتيرة التصدير رغم وفرة الإنتاج.

ومع ذلك، حافظت البرازيل على وتيرة قوية في تصدير الصويا، حيث سجلت شحناتها إلى الصين خلال شهري فبراير وأبريل ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضي.

أما الولايات المتحدة، فقد شهدت صادراتها إلى الصين خلال السنة التسويقية الحالية تراجعًا إلى مستويات لم تُسجّل منذ 12 عامًا، باستثناء فترتين خلال الحرب التجارية بين البلدين.

كما انخفضت واردات الصين من البرازيل خلال الفترة بين سبتمبر ويناير بنسبة 40% على أساس سنوي.

ويرجّح محللون أن المشترين الصينيين بالغوا في الاعتماد على المحصول البرازيلي هذا العام، مما أدى إلى فراغات في الإمدادات اضطروا لتغطيتها لاحقًا من السوق الأمريكية.

وفي ظل هذا التباين في بيانات التجارة، يؤكد مراقبون ضرورة متابعة تقارير الجمارك الصينية الشهرية للتحقق من مدى انعكاس الشحنات الكبيرة الأخيرة على البيانات الفعلية.

يتوقّع بعض المحللين أن تبلغ واردات الصين من فول الصويا خلال شهري مايو ويونيو نحو 11 مليون طن شهريًا، وهو رقم قياسي لهذه الفترة ويمثل زيادة بنسبة 3% مقارنة بالعام الماضي.

غير أن هذا لن يمنع إجمالي الواردات منذ بداية السنة التسويقية من البقاء عند أدنى مستوياته في ست سنوات، ما يثير تساؤلات في ظل الارتفاع الهائل في صادرات البرازيل.

وقد يمتد أثر الإنتاج البرازيلي القياسي إلى ما بعد منتصف العام، ما قد يؤثر على موسم التصدير الأمريكي الذي يبدأ عادة في شتنبر، ويزيد من الضغط على المزارعين الأمريكيين الذين يواجهون منافسة شرسة من نظيرهم البرازيلي.

هذا الأسبوع، رفعت الصين تقديراتها لواردات فول الصويا لموسم 2024-2025 إلى 98.6 مليون طن، بعد أن كانت 94.6 مليونًا.

و رغم هذه الزيادة، لا تزال التقديرات أدنى من تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية البالغة 108 ملايين طن، وهي تُظهر منذ سنوات أرقامًا أعلى من تلك التي تعلنها الصين رسميًا، اعتمادًا على بيانات المصدرين.

لكن هذه التطورات قد تكون سلبية بالنسبة لمُصدّري فول الصويا الأمريكيين، إذ من المحتمل أن تؤدي الشحنات المتأخرة من البرازيل إلى استمرار وفرة المعروض حتى الخريف، ما يقلص من فرص الصادرات الأمريكية ويدعم خطط بكين الرامية إلى تقليص اعتمادها على الواردات الأمريكية، وهو ما قد يُوظّف كورقة ضغط في النزاعات التجارية المستقبلية مع واشنطن.

تحركات الأسواق:

الذرة: ارتفعت العقود الآجلة لتسليم يوليو بنسبة 0.6% لتصل إلى 4.48 دولار للبوشل.

فول الصويا: زادت العقود الآجلة لتسليم يوليو بنسبة 2.5% لتبلغ 10.51 دولار للبوشل.

القمح: صعدت العقود الآجلة لتسليم يوليو بنسبة 1.4% إلى 5.32 دولار للبوشل.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى