عادت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (Bitcoin ETFs) إلى دائرة الضوء، مسجلة تدفقات قياسية بلغت 642 مليون دولار يوم الجمعة 12 شتنبر ، في وقت تستعد فيه المؤسسات المالية لتأثيرات محتملة من قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وتعكس هذه الحركة رغبة المستثمرين في الاستفادة من موجة الصعود التي يشهدها الذهب، في محاولة لمواكبة مكاسب الأصول الآمنة.
شهدت صناديق البيتكوين في الولايات المتحدة خلال الأسبوع نفسه تدفقات إجمالية تجاوزت 2.3 مليار دولار، وفق بيانات Farside Investors، مع تصدر فيديليتي صندوق FBTC بتدفقات بلغت 315 مليون دولار، بينما سجل صندوق IBIT التابع لبلاك روك 264 مليون دولار.
وارتفعت أسهم كلا الصندوقين بأكثر من 4% خلال الفترة نفسها، مما يعكس نشاطًا متزايدًا في السوق.
يُعد صندوق iShares Bitcoin Trust (IBIT) لبلاك روك الأكثر نشاطًا، إذ سجل صافي تدفقات قدره 2,270 بيتكوين، أي ما يعادل 264.58 مليون دولار، مع حجم تداول يومي وصل إلى 3.2 مليار دولار. وبحسب الشركة، توجد خطط لتوسيع الصندوق عبر تقنيات التوكننة لتعزيز الابتكار وجذب المزيد من المستثمرين.
في الوقت نفسه، لا يزال قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة يحيط به الغموض. فبينما دعا الرئيس الأمريكي السابق إلى خفض كبير بمقدار 100 نقطة أساس، يتوقع المحللون خفضًا أكثر تحفظًا بواقع 25 نقطة أساس، مع احتمال تكراره في الربع القادم.
واستطلعت رويترز آراء 107 اقتصاديين، حيث توقّع 105 منهم خفض الفائدة إلى نطاق 4.00% – 4.25% في اجتماع 17 سبتمبر، مع احتمال أن يصل عدد التخفيضات إلى ثلاث مرات قبل نهاية العام.
على صعيد المعادن الثمينة، حقق الذهب مكاسب تجاوزت 40% منذ بداية العام، متفوقًا على البيتكوين بشكل واضح، مع استمرار تدفق الاستثمارات على صناديق الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.
ومع ذلك، تشير التدفقات الأخيرة لصناديق البيتكوين إلى محاولة حثيثة لللحاق بمكاسب الذهب، وسط ارتفاع شهية المخاطرة وتوقعات خفض الفائدة.
يتم تداول البيتكوين حاليًا بالقرب من مستوى 115 ألف دولار، مع اعتقاد المحللين أن اختراق مستوى 118 ألف دولار يمثل مفتاح استمرار موجة الصعود. في الوقت نفسه، يواصل الذهب مكاسبه مدعومًا بتراجع محتمل لقوة الدولار الأمريكي، مما يعزز مكانته كخيار آمن للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار وسط التقلبات.
