العملات الرقمية

تدفقات خارجة قياسية من صناديق البيتكوين تُبرز تحوّل التركيز نحو الاستثمار المؤسسي

شهدت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) ثالث أكبر موجة تدفقات خارجة أسبوعية في تاريخها، بعدما سُحب أكثر من 1.2 مليار دولار من الصناديق الفورية خلال الأسبوع الماضي، وفق بيانات شركة SoSoValue.

وفي المقابل، سجلت منتجات إيثريوم خروجاً بقيمة 508 ملايين دولار، بينما استقطبت صناديق سولانا تدفقات جديدة بلغت 137 مليون دولار، في إشارة إلى تنامي الاهتمام بالأصول البديلة داخل سوق العملات المشفرة.

ويرى محللون أن تراجع تدفقات البيتكوين لا يعكس عزوفاً عن الاستثمار، بل يمثل عملية جني أرباح وتقليص مراكز بعد موجة شرائية قوية استمرت منذ مطلع عام 2024.

كما ساهم تحسن مؤشرات السيولة وتراجع تكاليف الاقتراض في دعم عودة الإقبال على الأصول عالية المخاطر في الأسواق المالية العالمية.

وعلى وول ستريت، لا يزال الاهتمام المؤسسي بالعملات المشفرة في تزايد، إذ يتصدر صندوق البيتكوين التابع لشركة بلاك روك (BlackRock) قائمة الصناديق الجاذبة لرؤوس الأموال هذا العام، في حين وسّعت فيديليتي (Fidelity) وفان إيك (VanEck) من منتجاتهما الفورية لتعزيز حضورها في السوق.

ومع ذلك، يشير خبراء الصناعة إلى أن معظم المشاركة المؤسسية تتم خارج البنية التحتية التقليدية للسوق، نظراً لعدم توافقها الكامل بعد مع معايير الموثوقية والشفافية المعتمدة في وول ستريت.

وبحسب شركات الأبحاث، فإن هذه التطورات تعكس مرحلة نضوج متقدمة في سوق الأصول الرقمية، حيث يتراجع الطابع المضاربي تدريجياً لصالح ممارسات استثمارية أكثر احترافية ترتكز على التكامل بين الأسواق التقليدية ومنصات العملات المشفرة.

وتشير التحركات الأخيرة إلى أن التدفقات الخارجة من صناديق البيتكوين ليست مؤشراً على ضعف، بل جزء من إعادة توازن هيكلية في السوق، مع انتقال التركيز نحو البنية التحتية المؤسسية ورفع معايير الشفافية المالية.

وفي ظل تحسن السيولة الأمريكية واستمرار برامج ضخ الأموال من الاحتياطي الفيدرالي، يرى المستثمرون أن ارتفاع البيتكوين في هذه الفترات يعكس العلاقة الوثيقة بين توافر السيولة وموجات الصعود في الأصول الرقمية.

ويبدو أن مستقبل الاستثمار في العملات المشفرة بات يعتمد بشكل متزايد على احترافية التداول المؤسسي وقدرة الأسواق على استيعاب البنية التحتية الحديثة التي تعيد رسم ملامح هذا القطاع سريع النمو.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى