الاقتصادية

تدخلات ترامب في الفيدرالي..تهديدات للاستقلالية وسط هدوء الأسواق

أحدثت إقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، صدمة في أروقة الأسواق المالية، لتضاف إلى سلسلة الانتقادات الحادة التي يوجهها الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول.

وقد وصف باول بالأحمق بسبب رفضه خفض الفائدة منذ بداية العام، في حين أثارت خطوة إقالة كوك، الأولى من نوعها في تاريخ البنك الممتد لأكثر من 112 عامًا، مخاوف بشأن تأثير الضغوط السياسية على استقلالية الفيدرالي.

ومع ذلك، بدا أن الأسواق لم تتفاعل مع الحدث بالقدر الكبير المتوقع، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل بشكل طفيف، وارتفعت توقعات خفض الفائدة قليلًا، بينما تراجع الدولار نسبيًا، ما يعكس قلقًا محدودًا من تأثير هذه التدخلات على سياسات البنك.

رغم تصاعد الضغوط السياسية، أغلقت الأسهم الأمريكية مؤشر “إس أند بي 500” عند مستوى قياسي مرتفع الخميس الماضي، قبل أن تتراجع بنسبة طفيفة بلغت 0.6% في تداولات الجمعة، مسجلة مكاسب شهرية تصل إلى 3.65%.

يعتقد محللون أن استقرار السوق الحالي يعكس مجموعة من العوامل، أبرزها انتظار قرار المحكمة بشأن إقالة كوك، إضافة إلى التفاؤل المحيط بتطورات الذكاء الاصطناعي.

وعلق ستيف سونسيك، كبير الاستراتيجيين في “إنتراكتيف بروكرز”، بأن الرسالة التي ترسلها الأسواق حاليًا هي: “لا نهتم كثيرًا”، وأن المخاوف السياسية الحالية ليست كافية لزعزعة استقرار السوق.

يرى بعض المستثمرين أن زيادة نفوذ ترامب على الفيدرالي قد تهيئ الأرضية لخفض الفائدة، وهو ما يفسر صعود الأسهم، بينما يحذر آخرون من أن الضغوط السياسية قد تؤدي إلى تآكل قدرة البنك المركزي على اتخاذ قرارات مستقلة على المدى الطويل.

حذر اقتصاديون في استطلاع أجرته “فاينانشال تايمز” من أن الأسواق تقلل من شأن تأثير تدخل البيت الأبيض على الفيدرالي، بما في ذلك مخاطر ارتفاع التضخم وفقدان الثقة في ديون البلاد. وأشارت الخبيرة الاقتصادية كريستيان باوميستر إلى أن استمرار التدخل السياسي قد يحول الفيدرالي إلى “دمية في يد الحكومة”.

أظهر الاستطلاع أن 82% من الخبراء يعتقدون أن الأسواق لم تأخذ في الاعتبار تأثير تدخلات البيت الأبيض سوى جزئيًا أو بشكل محدود، في حين يرى 12% أن هذه الضغوط لم تُحسب على الإطلاق حتى الآن.

رغم الهدوء الظاهر في وول ستريت، يختزن السوق قلقًا عميقًا بشأن تأثير النفوذ السياسي على استقلالية الفيدرالي وقدرته على ضبط التضخم والحفاظ على استقرار الاقتصاد. يبقى السؤال: هل ستواصل الأسواق مرونتها في مواجهة مفاجآت ترامب المقبلة، أم أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا قد يهز الثقة في البنك المركزي؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى