الاقتصاديةالتكنولوجيا

تحول مركز الطلب على النحاس من الصين إلى الولايات المتحدة والهند

انخفضت أسعار النحاس خلال تداولات اليوم الثلاثاء وسط ارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية، بعد موجة مكاسب شهدها المعدن الصناعي أمس بدعم من توقعات زيادة الطلب.

وتشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة والهند ستلعبان دورًا متناميًا كمحركين أساسيين للطلب على النحاس خلال العقد المقبل، في ظل تباطؤ نمو استهلاك الصين بعد عقود من الهيمنة على السوق العالمية.

فقد ساهمت الطفرة الصناعية والتوسع الهائل في البنية التحتية الصينية في دفع أسعار النحاس إلى مستويات قياسية تجاوزت 10,000 دولار للطن، مقارنة بنحو 1,500 دولار قبل 25 عامًا.

ومع أن الصين ستظل أكبر مستهلك للنحاس عالميًا، فإن التحولات الجيوسياسية والاقتصادية تجعل الأسواق الأخرى مؤثرة بشكل متزايد على الأسعار.

وأكد توم برايس، محلل في شركة “بانمور ليبروم”، أن “تباطؤ استهلاك الصين سيعيد التركيز إلى محركات الطلب التقليدية، بما في ذلك دورات الإحلال والتجديد في بقية العالم”.
وأضاف أن سياسات تعزيز التصنيع المحلي في الولايات المتحدة ودول أخرى ستقلل اعتماد الصين على صادراتها الصناعية، مؤثرًا على طلبها على النحاس المكرر، والذي يُقدر بنحو 15 مليون طن هذا العام.

في المقابل، من المتوقع أن يشهد الطلب على النحاس في مشاريع البنية التحتية ومراكز البيانات الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي نموًا متسارعًا خارج الصين، ليصبح المحرك الأساسي لأسعار النحاس عالميًا.

وأوضح برايس أن الصين أنجزت معظم مشاريعها الأساسية، ومن المتوقع أن ينخفض استهلاكها تدريجيًا بنسبة تصل إلى 6% بحلول عام 2031 مقارنة بعام 2026، حيث ستشكل الصين حوالي 52% من الاستهلاك العالمي للنحاس الأولي مقابل 57% حاليًا.

أما الولايات المتحدة، فمتوقع أن يرتفع الطلب فيها إلى 2.2 مليون طن بحلول عام 2031، بزيادة تقارب 50%، بينما ستشهد الهند نموًا يزيد عن 30%، ليصل إلى أكثر من مليون طن.

ويؤثر أيضًا التضييق التجاري، مثل فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 50% على واردات أنابيب وأسلاك النحاس، في تشجيع الإنتاج المحلي وتقليل اعتماد الصين على صادراتها، حيث تعتبر واشنطن من أكبر الأسواق الصينية للأنابيب النحاسية.

وفي آسيا خارج الصين، تتوقع شركة الاستشارات “Benchmark Mineral Intelligence” ارتفاع الطلب على النحاس بنسبة 25% ليصل إلى أكثر من 9.2 ملايين طن بين 2025 و2030، فيما سيشهد قطاع البنية التحتية الكهربائية، بما في ذلك شبكات الكهرباء ومراكز البيانات، زيادة بنسبة 35% لتصل إلى 2.2 مليون طن.

أما في الغرب، فتركز جهود تحديث شبكات الكهرباء على تجديد البنية القائمة، وهي عملية أقل كثافة في استخدام النحاس مقارنة ببناء شبكات جديدة من الصفر كما فعلت الصين سابقًا. وأشار روبرت إدواردز، محلل في شركة “CRU”، إلى أن “إمكانات نمو الطلب في الصين محدودة، بينما سينمو الطلب في بقية أنحاء العالم بوتيرة أعلى”.

وعلى صعيد الأسواق، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى 98.8 نقطة، فيما انخفضت العقود الآجلة للنحاس تسليم ديسمبر بنسبة 1.4% لتسجل 4.96 دولار للرطل خلال التداولات الأمريكية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى