تحول استثماري حذر: كبار مديري الأصول يبتعدون عن ديون الشركات عالية المخاطر

بدأت كبريات المؤسسات الاستثمارية العالمية، مثل “بلاك روك” و”فيديليتي إنترناشونال” و”إم آند جي”، في تقليص تعرضها لقطاع ديون الشركات مرتفعة المخاطر، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف من انتهاء موجة الانتعاش القوي التي عرفتها أسواق الائتمان خلال الأشهر الماضية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز.

ويرى محللون أن هذا التحول ينبئ بإمكانية حدوث تصحيح حاد في سوق السندات إذا ما تباطأ الاقتصاد العالمي، لا سيما بعد أن وصلت علاوات العائد على السندات عالية المخاطر إلى مستويات قريبة من أدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

ويعزو الخبراء هذا الاتجاه إلى استمرار سياسة التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى انحسار التوترات التجارية العالمية، ما جعل المستثمرين أكثر ميلاً نحو الأصول الآمنة ذات التصنيف الائتماني المرتفع.

وفي هذا السياق، حذر مايك ريدل، مدير الصناديق في “فيديليتي”، من أن هوامش الائتمان أصبحت ضيقة للغاية، مما يقلل من فرص تحقيق مكاسب إضافية، مشيراً إلى أن أي اضطراب اقتصادي أو جيوسياسي قد يؤدي إلى اتساع تلك الهوامش بشكل مفاجئ.

أما سيمون بلنديل، الرئيس المشارك للاستثمار النشط في أدوات الدخل الثابت بشركة “بلاك روك”، فأوضح أن مؤسسته بدأت بالفعل في توجيه استثماراتها نحو السندات ذات التصنيف الأعلى والأجل الأقصر، في مسعى لتعزيز الحماية من تقلبات السوق المحتملة خلال المرحلة المقبلة.