تحولات حادة في الأسواق المالية: هل يتدخل الاحتياطي الفيدرالي أو ترامب لتهدئة المخاوف؟

تشهد أسواق الأصول تحولات كبيرة في الوقت الحالي، مع اقتراب السوق الأمريكي من الدخول في مرحلة التصحيح (انخفاض بنسبة 10% من أعلى مستوياته)، وارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب، وسط تقلبات في أسواق النفط والسندات.
و يثير هذا الوضع تساؤلات حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي أو الرئيس “دونالد ترامب” سيتدخلان لتهدئة المخاوف التي تحيط بالمستثمرين.
أغلق مؤشر “داو جونز” الصناعي على انخفاض بلغ نحو 7% عن أعلى مستوياته القياسية، فيما تراجع مؤشر “إس آند بي 500” بما يقارب 9% عن أعلى مستوياته على الإطلاق، بينما عمّق مؤشر “ناسداك” المركب خسائره في منطقة التصحيح، متراجعًا بأكثر من 13% عن قمته التاريخية.
على الرغم من قوة الدولار الأمريكي، شهدت أسعار الذهب الفورية ارتفاعًا بنسبة 50% على مدار الأشهر الـ 13 الماضية.
هذا الارتفاع يعكس زيادة الطلب من المستثمرين على أصول الملاذ الآمن في ظل القلق المتزايد بشأن التضخم والتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى عدم اليقين الاقتصادي الناتج عن الحرب التجارية.
و شهدت أسعار النفط الخام انخفاضًا بنحو 20% في الشهرين الماضيين، وسط مخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة وتأثيره على الطلب العالمي، نتيجة السياسات التجارية للإدارة الأمريكية الجديدة.
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو 60 نقطة أساس خلال الشهرين الماضيين، ما يعكس قلق المستثمرين من تدهور الأداء الاقتصادي والتخوفات بشأن السياسات النقدية المستقبلية.
في حين حذر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من إمكانية انكماش الاقتصاد، استبعد رئيس المجلس “جيروم باول” حدوث ركود اقتصادي كبير في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن ردود الفعل السياسية تجاه سياسات “ترامب” ستعتمد على التأثير النهائي لهذه التغييرات على الاقتصاد.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، صرح “ترامب” برفضه استبعاد احتمال حدوث ركود، مؤكدًا أن الاقتصاد يمر بمرحلة انتقالية. وأضاف: “ما يجب علي فعله هو بناء دولة قوية، ولا يمكنك الانشغال بتحركات سوق الأسهم”. هذا التصريح أثار قلق الأسواق بعد أن كانت هناك تعليقات مشابهة من وزير الخزانة.
يتوقع “مايكل ويلسون”، محلل “مورغان ستانلي”، استمرار التراجع الحالي في السوق الأمريكي حتى منتصف العام الجاري، قبل أن يرتفع مؤشر “إس آند بي 500” ليغلق العام عند 6500 نقطة. ومع ذلك، حذر من أن الركود الاقتصادي قد يدفع المؤشر إلى مزيد من الانخفاض بنسبة 20% أخرى.
أنهى مؤشر “إس آند بي 500” تداولات الإثنين دون متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم لأول مرة منذ نوفمبر 2023، ما يشير إلى دخول السوق في منطقة الخطر. وهذه إشارة فنية غالبًا ما تدفع الفيدرالي أو البيت الأبيض للتدخل لتعزيز ثقة المستثمرين.
رغم التحذيرات في وول ستريت من تزايد التقلبات، يرى المحللون أن تدخل الإدارة الأمريكية الآن غير مرجح، خاصة بعد أن صرح “ترامب” بأنه لا يعير اهتمامًا لتحركات سوق الأسهم عند صياغة السياسات.
على الرغم من إشارة “ترامب” وإدارته إلى تجاهل أسواق وول ستريت وتركيز الفيدرالي على أساسيات الاقتصاد، مثل التضخم، يرى المحللون أن هناك احتمالًا لتدخل الرئيس الأمريكي أو البنك المركزي لدعم السوق، لكن هذا التدخل لن يكون في الأمد القريب. فهل ستستمر موجة البيع لفترة أطول؟