تحديث My CNSS يُقصي الآلاف بسبب شرط NFC والصندوق تحت وابل من الانتقادات

تشهد منصات التواصل الاجتماعي موجة استياء واسعة في صفوف آلاف المغاربة، عقب التحديث الأخير الذي طال تطبيق “My CNSS”، التابع للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والذي تسبب في حرمان عدد كبير من المواطنين من الولوج إلى حساباتهم والاستفادة من خدماتهم الاجتماعية والإدارية.
التحديث الجديد اشترط توفر هواتف ذكية داعمة لتقنية الاتصال قريب المدى (NFC)، وهو ما اعتبره كثيرون شرطًا مجحفًا، خاصة أن شريحة واسعة من المرتفقين، من بينهم كبار السن، وسكان القرى، وذوو الدخل المحدود، لا يمتلكون أجهزة تتوفر فيها هذه الميزة التقنية.
عدد من المتضررين عبروا عن استيائهم من خلال تدوينات وشكايات رقمية، مؤكدين أن التحديث عطل بشكل مباشر طلب الوثائق، وتتبع الملفات الطبية، والحصول على التعويضات العائلية وخدمات التأمين الصحي.
وذهب البعض إلى اعتبار ما وقع “إقصاءً رقمياً”، يكشف عدم مراعاة الصندوق للفوارق الرقمية والاجتماعية التي لا تزال قائمة في المجتمع المغربي.
المطالب التي برزت من قلب هذا الجدل ركزت على ضرورة إتاحة بدائل عملية، من بينها تطوير نسخة مبسطة من التطبيق لا تتطلب مواصفات تقنية عالية، أو الحفاظ على إمكانية الولوج عبر الموقع الإلكتروني دون قيود جديدة.
الارتباك لم يقتصر على الأفراد فقط، بل طال كذلك المهنيين، إذ أبلغ العديد من المحاسبين عن صعوبة الولوج إلى حساباتهم، مما أدى إلى تعطل التصريحات الإدارية والمالية، وزاد من مخاوفهم بشأن تجاوز الآجال القانونية وما قد يترتب عنه من غرامات تأخير.
في ظل تصاعد الاحتجاجات، يترقب المتابعون توضيحاً رسمياً من إدارة CNSS يشرح دواعي التحديث وخطوات معالجة تداعياته. ذلك أن هذه الأزمة الرقمية، إذا ما استمرت دون حلول عملية، قد تضعف الثقة في التحول الرقمي للخدمات العمومية، الذي تراهن عليه الدولة كخيار استراتيجي لتحديث الإدارة وتقريبها من المواطنين.