الاقتصادية

تحديات الرسوم الجمركية تهدد مستقبل مصنع “إندبندنت كان” الأميركي العريق

في مصنع “إندبندنت كان” الواقع في ماريلاند شمال شرق مدينة بالتيمور، يحكي ريك هويثر، الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 73 عاماً، قصته مع شركة العائلة التي انضم إليها منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، مؤكدًا عزمه على الحفاظ على استمرارية العمل عبر الأجيال رغم التحديات المتزايدة.

لكن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية مرتفعة على واردات الصلب والألومنيوم، التي بلغت حتى 50%، يعقّد مهمة هويثر، الذي وصف الوضع الحالي بأنه “فوضوي”.

هذه الرسوم أثرت بشكل مباشر على عمليات المصنع، الذي ينتج حاويات معدنية مغطاة بالقصدير تُستخدم لتعبئة البسكويت والفواكه المجففة والقهوة ومسحوق الحليب.

يواجه المصنع نقصًا كبيرًا في ألواح القصدير الأميركية الصنع، حيث يُنتج داخل الولايات المتحدة حوالي 25% فقط من حاجة المصنع، ما يضطر “إندبندنت كان” لشراء ما يقرب من 70% من فولاذها من الخارج.

على الرغم من دعمه لتعزيز التصنيع المحلي، يعبر هويثر عن قلقه تجاه الطريقة التي اتبعها ترامب في فرض الرسوم الجمركية، والتي شملت سلعاً لا تُنتج داخل البلاد. هذا التذبذب في السياسة الجمركية دفع مصنع الشركة في ولاية أيوا إلى إغلاق جزئي العام الماضي بسبب الارتفاع السابق في رسوم الصلب.

ومع ارتفاع رسوم الصلب إلى 50%، يتوقع هويثر رفع أسعار منتجاته بأكثر من 20% لتعويض التكاليف المتزايدة. ونتيجة لذلك، خفض بعض العملاء طلباتهم بنسبة 20 إلى 25% هذا العام بسبب مخاوف اقتصادية وانخفاض النشاط التجاري.

على الجانب الآخر، لاحظ المصنع توجه بعض المشترين للمنتجات المحلية الأميركية، إلا أن هويثر يبدي حذرًا تجاه استمرارية هذا الاتجاه، مستشهداً بتجربته خلال جائحة كورونا حين ارتفعت الطلبات بنسبة 50% نتيجة تعطل سلاسل التوريد العالمية، لكنها عادت للانخفاض بعد عودة العملاء إلى شراء المنتجات الصينية.

في النهاية، يأمل هويثر أن تتمكن شركته، التي تأسست منذ قرابة قرن خلال فترة الكساد الكبير، من الصمود أمام هذه الاضطرابات الاقتصادية، رغم أنه يعترف بصعوبة التنبؤ بحجم المبيعات المستقبلية حتى خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ستة أشهر.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى