الاقتصادية

تحالف القوة والتحدي: رحلة ترامب وإيلون ماسك بين السياسة والاقتصاد

يشكل الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” والملياردير “إيلون ماسك” تحالفًا ذو أهمية كبيرة في الولايات المتحدة اليوم.

لكن العلاقة الوثيقة بينهما لم تنشأ إلا مؤخرًا، بعدما تراوحت مواقفهم بين النقد والتهديدات العلنية خلال السنوات السابقة.

قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، كان “ماسك” من منتقدي ترامب، إذ صرح بأنه لا يمثل الشخصية المناسبة لأمريكا. لكن بعد فوز ترامب، وافق ماسك على الانضمام لمجموعة استشارية تجارية للرئيس، ليغادرها لاحقًا بعد انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس للمناخ.

و رغم تلك الانتقادات، أعاد “ترامب” تأكيد العلاقة بينهما في 2020 عندما أشاد بماسك واعتبره من “عباقرة العصر”، مشيرًا إلى أنه مثل “توماس إديسون”. في نفس العام، عبر عن دعمه لمحاولات ماسك لإعادة فتح مصنع “تسلا” في كاليفورنيا.

df4068f0 0d49 4714 b757 34361c8926d4 Detafour

بعد سلسلة من التصريحات المنتقدة، تحول ماسك إلى داعم سري لترامب، حيث أشار عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى ضرورة هزيمة “جو بايدن”.

و عندما أصيب ترامب في حادثة بنسلفانيا، أصبح ماسك من أبرز داعميه، ودفع بحوالي 288 مليون دولار لحملته الانتخابية، مما ساعد في تعزيز العلاقة بينهما.

و على الرغم من الفوارق الظاهرة بين الرجلين—حيث أن ترامب هو مطور عقاري في السبعينات من عمره، بينما ماسك، المولود في جنوب أفريقيا، يدير شركات تكنولوجية متقدمة—يشتركان في ميلهما لكسر القواعد والتأثير في المشهد الحالي، مما يجعلهما شخصيتين مثيرتين للجدل.

في إطار استراتيجية ترامب لتخفيض الإنفاق الحكومي، منح الرئيس ماسك دورًا محوريًا في هذا الملف، ما جعل ماسك يبدأ في اتخاذ إجراءات قوية دون تأييد الكونغرس.

هذا الوضع أثار القلق بشأن المخاطر القانونية التي قد تنتج عن سلطات ماسك المتزايدة.

رغم المخاوف القانونية، يعتقد ترامب أن ماسك لن يتمكن من اتخاذ قرارات كبيرة دون موافقته، مشيرًا إلى أن ماسك لن يسعى للترشح للرئاسة في المستقبل، مؤكدًا على بقاء السيطرة بيد الرئيس.

d1fe6ae3 04b6 4f40 91da f55eeec57fe5 Detafour

التاريخ مليء بأمثلة لرجال أعمال قدموا الدعم السياسي وتعرضوا للخذلان في النهاية، وهو ما قد يحصل مع ماسك أيضًا. رغم ذلك، يرى البعض أن العلاقة بينهما قد تكون متكافئة، حيث أشار “جو والش”، النائب الجمهوري السابق، إلى أن قوة ماسك وترامب تكمل بعضها البعض.

إحدى أكبر التحديات التي قد تواجه تحالف ترامب وماسك هي السياسة التجارية الصارمة لترامب تجاه الصين، وهو ما قد يضر بمصالح ماسك خاصة في مصنع “تسلا” في شنغهاي. هذه التصادمات المستقبلية قد تهدد استقرار تحالفهما.

إذا كان التاريخ شاهدًا، فإن العلاقة بين ترامب وماسك ستكون مليئة بالتقلبات. على الرغم من توافق مصالحهما في بعض المجالات، من غير المرجح أن تستمر تلك العلاقة طويلاً، لأن ترامب قد لا يكون مستعدًا لمشاركة النجاحات أو الأضواء مع أي شخص آخر.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى