تجربة تعليمية تكشف كيف يمكن لتحفيز بسيط أن يصنع فرقًا في تعليم الرياضيات

في ظل تراجع مزمن لأداء طلاب الولايات المتحدة في مادة الرياضيات، وبلوغ مستويات التحصيل الأدنى بين الدول المتقدمة، تزايدت المخاوف بشأن قدرة النظام التعليمي على اللحاق بالركب.
وجاءت جائحة “كوفيد-19” لتفاقم هذه الأزمة، مع توثيق تأخّر ملحوظ في المهارات الحسابية لدى ملايين الطلاب.
ردًا على هذا التدهور، قاد باحثون من جامعة بنسلفانيا بالتعاون مع منصة التعليم الرقمي “Zearn Math” تجربة وطنية واسعة النطاق لاختبار مدى فاعلية رسائل سلوكية بسيطة ومنخفضة التكلفة تُرسل للمعلمين عبر البريد الإلكتروني لتحفيزهم على تحسين أداء طلابهم في الرياضيات.
الدراسة، التي نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، شملت أكثر من 140 ألف معلم ابتدائي قدّموا دروسًا لنحو 3 ملايين طالب.
وتم توزيع المعلمين عشوائيًا لتلقي واحدة من 15 رسالة سلوكية مختلفة، صُممت بعناية من قبل علماء وخبراء تربويين، وركّزت على تشجيع المعلمين على مراجعة أداء الطلاب وتحديد من يحتاج إلى دعم إضافي.
خلال أربعة أسابيع من خريف 2021، تلقى المعلمون الرسائل أسبوعيًا، وكان التدخل الأكثر نجاحًا هو دعوة المعلمين للاطلاع بانتظام على تقارير تقدم طلابهم. هذا الأسلوب البسيط أدى إلى تحسن بنسبة 5.06% في معدل التقدم الدراسي بالرياضيات.
رغم أن التحسن كان محدودًا من حيث الحجم، إلا أن الأثر استمر لمدة ثمانية أسابيع بعد توقف الرسائل، كما لوحظ أن الأثر الإيجابي كان ثابتًا عبر أنواع المدارس والطبقات الاجتماعية المختلفة.
أكّد الباحثون أن النتائج تُبرز قوة التوجيه السلوكي البسيط، لكنه غير كافٍ وحده لمعالجة التراجع الواسع. ودعوا إلى تصميم تدخلات أكثر عمقًا واستمرارية، وأوصوا بإجراء دراسات إضافية لفهم الآثار طويلة الأجل ولماذا تنجح بعض الرسائل أكثر من غيرها.
تثبت التجربة أن الحلول البسيطة المدعومة بالعلم يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة لتحسين التعليم. ومع ذلك، فإن مواجهة التحديات البنيوية في تعليم الرياضيات تتطلب إصلاحات أوسع نطاقًا وتوظيفًا ذكيًا للتكنولوجيا والسلوكيات البشرية في آنٍ واحد.