تجديد أم تبذير؟ 25 مليار سنتيم لإصلاح مركب محمد الخامس يثير استياء الجماهير
تزايد الجدل حول الإصلاحات الجارية في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء بعد الإعلان عن تخصيص ميزانية تفوق 25 مليار سنتيم لهذه الأعمال.
العديد من الجماهير والمتابعين عبروا عن استغرابهم من المبلغ الكبير المخصص لهذه الإصلاحات، متسائلين عن جدوى الإنفاق وجودة الأعمال المنجزة في هذا الملعب الذي يعد من رموز الرياضة المغربية.
خضع ملعب محمد الخامس لسلسلة من الإصلاحات في العقد الأخير، بلغت تكلفتها حوالي 60 مليار سنتيم، وهي ميزانية يمكن أن تكفي لبناء ملعب جديد بمواصفات عالمية.
ووفقًا لعبد اللطيف الناصيري، نائب عمدة الدار البيضاء، فإن الميزانية الحالية لتأهيل المركب تتجاوز 250 مليون درهم، مشيرًا إلى أن الوزارة المساهمة في المشروع لا يمكنها أن تقلل من هذه الميزانية.
وأكد الناصيري أنه من الممكن تخصيص تمويل إضافي لتحسين بعض المرافق المصاحبة للمركب، مثل المتحف الذي سيكلف نحو 15 مليون درهم، حيث سيتولى مجلس العمالة تمويل 5 ملايين درهم، بينما سيساهم مجلس المدينة بـ 10 ملايين درهم.
أثار المبلغ الكبير المخصص للإصلاحات جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. العديد من المتابعين اعتبروا أن الميزانية كافية لبناء ملعب جديد وفقًا لأحدث المعايير الدولية، بدلاً من تكرار تجديد الملعب الحالي.
كما عبّر البعض عن استيائهم من أن هذه الإصلاحات تتسبب في إغلاق الملعب لفترات طويلة دون أن تنعكس بشكل واضح على جودته أو تحديث مرافقه.
على الرغم من الانتقادات، أفاد كريم كلايبي، عضو لجنة متابعة وإدارة مشروع الإصلاح، أن الأشغال تسير على قدم وساق، حيث تم الانتهاء من عملية تعشيب أرضية الملعب التي أصبحت في حالة مثالية. كما تتواصل أعمال تجديد مضمار ألعاب القوى المحيط بالملعب.
في إطار زيارة تفقدية، أكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الإصلاحات تسير وفق الجدول الزمني المحدد، مع التأكيد على أن الملعب سيكون جاهزًا لاستقبال المباريات في نهاية شهر مارس المقبل، بما يضمن جاهزيته للاستحقاقات المحلية والدولية.
تأتي هذه الإصلاحات في سياق استعدادات المغرب لاستضافة نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقررة بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026. ومن المتوقع أن يستضيف ملعب محمد الخامس 8 مباريات خلال البطولة، منها 6 في دور المجموعات، بالإضافة إلى مباراة في الدور الثاني ومباراة تحديد المركز الثالث.
رغم أهمية الإصلاحات لضمان جاهزية الملعب لاستقبال البطولات الكبرى، يظل الجدل حول قيمة الميزانية المخصصة وطريقة إدارة الأشغال قائمًا.
و في الوقت الذي يدعو البعض إلى ضرورة تحسين البنية التحتية الرياضية في البلاد، يطالب آخرون بمزيد من الشفافية حول أوجه الإنفاق في هذا المشروع الكبير. تظل الأسئلة مفتوحة حول التوازن بين تطوير المنشآت الرياضية وضمان الشفافية في تدبير الأموال العامة.
