تباطؤ استهلاك وقود الطائرات في الولايات المتحدة يعكس تحولات هيكلية في قطاع الطيران

تشير أحدث التقديرات إلى تباطؤ ملحوظ في استهلاك وقود الطائرات داخل الولايات المتحدة خلال عام 2025، بعد سنوات من النمو السريع الذي شهدته الصناعة عقب تعافي قطاع الطيران من أزمة جائحة كورونا.
ومن المتوقع أن يستمر هذا التباطؤ حتى عام 2026، متراجعاً عن مستويات النمو القياسية التي سُجلت بين 2020 و2024.
تظهر البيانات أن استهلاك وقود الطائرات شهد انخفاضاً حاداً بنحو 40% في 2020 نتيجة قيود السفر المرتبطة بالجائحة، قبل أن يسجل معدل نمو سنوي مركب بلغ 12% خلال السنوات الأربع التالية، أي أكثر من خمسة أضعاف معدل النمو في العقد السابق من 2010 إلى 2019.
وبحلول عام 2024، تجاوزت السعة المقعدية للرحلات التجارية مستويات 2019، سواء على الرحلات الداخلية أو الدولية.
إلا أن الربع الثاني من 2025 شهد تراجع أعداد المسافرين للمرة الأولى منذ الجائحة، وفق بيانات إدارة أمن النقل الأميركية، وسط ضبابية اقتصادية أثرت على الطلب على السفر الجوي.
ويعزى هذا التباطؤ إلى مجموعة من العوامل، أبرزها المخاوف الاقتصادية المستمرة والتحسينات في كفاءة استهلاك الوقود لدى أساطيل الطائرات التجارية.
استطلاعات جامعة ميشيغان في أبريل 2025 أظهرت أن المستهلكين يرون مخاطر متزايدة على الاقتصاد، بسبب عدم اليقين بشأن السياسات التجارية واحتمالية عودة التضخم، ما انعكس على قرارات السفر والإنفاق.
وفي المقابل، قامت شركات الطيران الأميركية بخفض توقعاتها للأرباح لهذا العام، متأثرة بتباطؤ الطلب على الرحلات، رغم تحسن طفيف في ثقة المستهلك منذ يونيو.
كما يلعب التحسن في كفاءة استهلاك الوقود دوراً محورياً في الحد من نمو الطلب، حيث ارتفعت كفاءة أساطيل الطيران من 56 ميلاً مقعد متاح لكل غالون في 2010 إلى 67 ميلاً في 2024، بزيادة تقارب 19%. ومن المتوقع أن يستمر هذا التحسن مع دخول طائرات جديدة أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة خلال 2025.
يعكس هذا الاتجاه تحولات هيكلية في صناعة الطيران الأميركية، حيث تميل الشركات نحو أساطيل أكثر كفاءة لتقليل التكاليف وخفض الانبعاثات، مما يعني أن نمو استهلاك الوقود قد يظل محدوداً حتى مع زيادة عدد الرحلات، مؤشراً على مرحلة جديدة من إدارة الموارد في قطاع الطيران.