تايوان تضع هواوي و إس إم آي سي تحت المراقبة الصارمة لتعزيز سيطرتها على صادرات التكنولوجيا

في خطوة تعكس تصعيداً جديداً في حرب التكنولوجيا بين تايبيه وبكين، أعلنت حكومة تايوان إضافة شركتي هواوي تكنولوجيز وسيميكوندكتور مانيفاكتشورنغ إنترناشونال كوربوريشن (SMIC) الصينيتين إلى قائمة مراقبة الصادرات الخاصة بالسلع عالية التقنية، ما يعني أن الشركات التايوانية ستحتاج إلى موافقة مسبقة من الحكومة قبل تصدير أي منتجات لهاتين الشركتين.
وقد ظهر اسم هواوي وSMIC في النسخة المحدّثة من موقع إدارة التجارة بوزارة الاقتصاد التايوانية في وقت متأخر من مساء السبت. ولم تصدر أي تعليقات رسمية من الشركة أو من الوزارة حتى الآن.
يأتي هذا الإجراء في وقت تعتبر فيه تايوان لاعباً محورياً في صناعة الرقائق العالمية، فهي موطن شركة TSMC، أكبر شركة لصناعة أشباه الموصلات في العالم، والمورّد الرئيسي لرقائق الذكاء الاصطناعي لشركات مثل إنفيديا.
وفي المقابل، تسعى كل من هواوي وSMIC إلى سد الفجوة التقنية وتعزيز مكانتهما في سباق التكنولوجيا العالمي، خاصة في ظل تصاعد القيود الأميركية على قطاع التكنولوجيا في الصين.
هواوي، التي تُعد ركيزة في طموحات الصين لتطوير الذكاء الاصطناعي، مُدرجة بالفعل على القائمة السوداء الأميركية، ما يمنعها من استيراد التكنولوجيا والمنتجات الأميركية، بل وحتى المنتجات المصنّعة بالخارج باستخدام تقنيات أميركية — مثل رقائق TSMC.
في أكتوبر الماضي، كشفت شركة الأبحاث الكندية “TechInsights” أن معالج 910B المتقدم من هواوي، المصمم لتسريع الذكاء الاصطناعي، يحتوي على شريحة من إنتاج TSMC، ما أثار تساؤلات حول كيفية وصول تلك الرقائق إلى الشركة الصينية.
وعلى إثر ذلك، أوقفت TSMC شحناتها إلى شركة Sophon الصينية، المُصممة للرقائق، بعد أن تبيّن أن منتجاتها تُستخدم في معالجات هواوي.
وفي نونبر ، طلبت وزارة التجارة الأميركية من TSMC تعليق الشحنات المستقبلية من الرقائق إلى عملاء صينيين، في خطوة تهدف إلى كبح قدرات الصين في تطوير تقنيات أشباه الموصلات.
من جهتها، تؤكد حكومة تايوان أنها لن تتهاون مع محاولات الشركات الصينية “لسرقة التكنولوجيا واستقطاب الكفاءات من الجزيرة”، في إشارة واضحة إلى ما تعتبره تهديداً متزايداً لأمنها التكنولوجي والاقتصادي.
تُعد SMIC أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، وقد ضاعفت استثماراتها في الأشهر الأخيرة لتوسيع قدراتها الإنتاجية في مواجهة الحصار التكنولوجي الغربي، مدفوعة برغبة بكين في تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الرقائق.
ومع تصاعد التوترات بين ضفتي مضيق تايوان، يبدو أن الحرب على التكنولوجيا ستبقى إحدى الجبهات الأكثر سخونة في الصراع الجيوسياسي بين الصين والغرب — مع تايوان في قلب هذه المعركة.