تأثير السياسة على مبيعات “تسلا”: هل أصبحت تدخلات ماسك السياسية عبئًا على الشركة؟

تواجه شركة “تسلا” تحديات غير مسبوقة في تاريخها، حيث أصبحت تداعيات التدخلات السياسية لمديرها التنفيذي، إيلون ماسك، واضحة على مستوى مبيعات الشركة وأدائها في الأسواق العالمية.
وقد أصبح ماسك، الذي يعتبر من أقرب الشخصيات إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أحد أبرز اللاعبين في السياسة الأمريكية، إلى حد أنه بات يشارك في المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض.
ولكن هذا النفوذ السياسي، الذي كان من المتوقع أن يعود بفوائد على “تسلا”، قد أثر سلبًا على سمعة الشركة وأدى إلى تراجع مبيعاتها في بعض الأسواق الرئيسية.
في ألمانيا، حيث يقع مصنع “تسلا” الأوروبي الوحيد، تراجعت مبيعات الشركة بشكل ملحوظ، حيث بلغ عدد السيارات المباعة في يناير 1277 سيارة فقط، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021.
ورغم نمو سوق السيارات الكهربائية في ألمانيا بنسبة 54% خلال الشهر ذاته، إلا أن حصة “تسلا” في السوق انخفضت من 14% إلى 4%. يرجع هذا التراجع إلى تصريحات ماسك السياسية المثيرة للجدل، بما في ذلك دعمه للتيارات اليمينية المتطرفة.
على الرغم من أن مبيعات “تسلا” في الصين شهدت نموًا بنسبة 8.8% في 2024، إلا أن هذا النجاح بدأ يتراجع، حيث انخفضت المبيعات في يناير بنسبة 11.5%. تزايد المنافسة في السوق الصينية يشكل تحديًا كبيرًا لشركة “تسلا”، وهو ما قد يكون له تأثير سلبي على أدائها في المستقبل القريب.
و تشير تقارير تحليل سمعة العلامات التجارية إلى تراجع الثقة في “تسلا”، حيث انخفضت درجة الإعجاب بها بمقدار 13 نقطة على مدار العامين الماضيين.
وأصبحت السيارات المستعملة من “تسلا” تشهد زيادة في المعروض، وهو ما يعكس تراجع الطلب على سياراتها الجديدة.
في استطلاع للرأي في المملكة المتحدة وألمانيا، أظهر حوالي 54% من المشاركين أن التدخلات السياسية لإيلون ماسك غير مقبولة، في حين عبّر 70% عن آراء سلبية تجاهه. ويشكك الكثيرون في قدرة ماسك على فهم القضايا السياسية الأوروبية بشكل صحيح، مما يساهم في تدني صورة “تسلا” في هذه الأسواق.
أظهرت دراسة حديثة أن 32% من الأمريكيين لن يفكروا في شراء سيارة “تسلا”، مقارنة بـ 27% في نفس الاستطلاع العام الماضي. هذا التراجع يعكس تأثير السمعة السلبية التي قد تكون ناجمة عن المواقف السياسية المثيرة للجدل التي يتخذها ماسك.
معدل تراجع مبيعات تسلا في مختلف دول العالم في بداية 2025 |
|
الدولة |
نسبة تغير المبيعات على أساس سنوي في يناير |
ألمانيا |
%59 |
فرنسا |
%63 |
السويد |
%44 |
هولندا |
%42 |
النرويج |
%38 |
المملكة المتحدة |
%12 |
رغم التأثيرات السياسية، هناك أيضًا عوامل أخرى قد تساهم في تراجع مبيعات “تسلا”، مثل الانتظار لنسخة “موديل واي” الجديدة أو نقص المخزون بسبب محاولة الشركة تعزيز المبيعات في أواخر 2024. كما تزداد المنافسة من شركات أخرى، خاصة من الصين مثل “بي واي دي”.
رغم تراجع المبيعات في بعض الأسواق، يؤكد بعض الخبراء أن العملاء يفضلون التركيز على عوامل مثل السعر والقيمة مقابل المال، بدلاً من الانشغال بالسياسات الشخصية لمدير الشركة.
ويظل الوقت مبكرًا جدًا لتحديد ما إذا كان التدخل السياسي لماسك سيؤثر بشكل كبير على مبيعات “تسلا” في المستقبل.
في وقت يواصل فيه إيلون ماسك التشابك في السياسات الأمريكية، وتوسيع إمبراطوريته في مجالات مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي، لا يمكن تجاهل التأثيرات السلبية لتدخلاته السياسية على شركته “تسلا”، التي تواجه تحديات متعددة في أسواقها العالمية مع تراجع المبيعات والسمعة.