الاقتصادية

تأثير السياسات الجديدة لـ “دونالد ترامب” على الطاقة والمناخ في الولايات المتحدة

مع بداية ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، اتخذ “دونالد ترامب” سلسلة من القرارات التنفيذية التي قوبلت بالكثير من الجدل، حيث قام بمراجعة وإلغاء بعض السياسات التي تبناها الرئيس السابق “جو بايدن” في مجال مكافحة تغير المناخ.

أبرز هذه القرارات كان الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، بالإضافة إلى تسريع الموافقات على مشاريع الوقود الأحفوري.

أمر ترامب بإعلان حالة الطوارئ في قطاع الطاقة، وقام بتوجيه الحكومة الأمريكية لتعزيز التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع جديدة لزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة الأمريكية.

كما أصدر قرارًا بوقف مشاريع الرياح البحرية في المياه الفيدرالية، مما أثار العديد من التساؤلات حول تأثير هذه السياسات على الاقتصاد والبيئة.

و من خلال الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، يتوقع الخبراء أن الصين ستكون المستفيد الأكبر من هذه الخطوة، حيث تحتفظ بقدرتها الكبيرة في صناعة الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية.

ضرائب وهجرة ومناخ.. ما المتوقع في العهدة الرئاسية الجديدة لترامب؟ | الحرة

و من ناحية أخرى، يتيح هذا القرار مزيدًا من الحرية لمنتجي الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يؤدي إلى تخفيف القيود على شركات الطاقة والمصنعين الأمريكيين.

أما بالنسبة للسيارات الكهربائية، فقد ألغى ترامب أمرًا سابقًا للرئيس بايدن كان يهدف إلى جعل نصف المركبات الجديدة المباعة بحلول عام 2030 كهربائية، وهو ما يُعتبر دعمًا لصناعة السيارات التقليدية في أمريكا.

يتبنى ترامب رؤية مفادها أن مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، غير موثوقة وغير قادرة على تلبية احتياجات الولايات المتحدة من الطاقة. وبذلك، يتجه إلى تعزيز استخدام الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي للطاقة.

كما يُعتبر إعلان ترامب حالة الطوارئ في مجال الطاقة بمثابة رد فعل على القلق المتزايد من قدرة شبكة الكهرباء الأمريكية على تلبية الطلب المتزايد، خاصة من قبل شركات التكنولوجيا التي تركز على تطوير الذكاء الاصطناعي.

ويعكس هذا الأمر محاولة لضمان أن الولايات المتحدة تظل في صدارة الابتكار التكنولوجي، والذي يتطلب مزيدًا من الطاقة.

و أكد المسؤولون في الإدارة الأمريكية أن هذه السياسة تركز أيضًا على مواجهة التحديات التي تشكلها الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لا يمكن لمصادر الطاقة المتجددة أن تلبي احتياجات البنية التحتية الهائلة التي يتطلبها هذا القطاع الناشئ.

تم تكليف الوكالات الحكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع، باستخدام جميع السلطات القانونية الطارئة لتسهيل عمليات توريد وتكرير ونقل الطاقة في مناطق مثل الساحل الغربي والشمال الشرقي للولايات المتحدة وألاسكا. كما تم تسريع العمل في مشاريع الطاقة والبنية التحتية.

تتضمن الأوامر التنفيذية أيضًا تشجيع بيع البنزين على مدار العام، حيث يُطلب من وكالة حماية البيئة، بعد التشاور مع وزير الطاقة، النظر في إصدار إعفاءات وقود طارئة في حالة وجود نقص مؤقت في الإمدادات.

أحد القرارات البارزة كان تعزيز تطوير الموارد الطبيعية في ولاية ألاسكا، حيث يسعى ترامب إلى إلغاء القيود البيئية التي تَحُد من التنقيب عن النفط والغاز، وكذلك قطع الأشجار، بهدف تعزيز الإنتاج وتطوير الاقتصاد المحلي.

e6974790 6c1d 4795 9aa1 9b4084b93992 Detafour

قد تؤدي السياسات الجديدة إلى ضغوط على شركات النفط، حيث أن ترامب يتوقع أن تؤدي السياسات المؤيدة للوقود الأحفوري إلى تقليل أسعار النفط إلى نصف مستوياتها الحالية، مما قد يسبب مشكلة لشركات النفط التي تعاني من انخفاض الأسعار.

و على الرغم من القلق حول تأثير السياسات السابقة على إنتاج الوقود الأحفوري، فإن الولايات المتحدة قد سجلت بالفعل أرقامًا قياسية في إنتاج النفط والغاز. ففي عام 2023، كانت أمريكا قد أنتجت كميات أكبر من أي دولة أخرى في العالم للعام السادس على التوالي.

و من خلال الإجراءات الأولية التي اتخذها ترامب، قد نشهد ضغطًا هابطًا على أسعار النفط بسبب المخاوف من زيادة الإمدادات. ومع ذلك، فإن التخفيف من القيود البيئية وإبطاء التحول إلى الطاقة المتجددة قد يؤديان إلى تعزيز الطلب على الوقود الأحفوري في المستقبل، مما يُعد تطورًا كبيرًا في سياسة الطاقة الأمريكية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى