تأثير التعريفات الجمركية على التضخم الأمريكي محدود حتى الآن وفقًا لبلاك روك

رغم تصاعد التوترات التجارية وتوقعات بأن تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة إلى إشعال موجة تضخمية في الولايات المتحدة خلال عام 2025، يرى ريك رايدر، كبير مسؤولي الاستثمار في أدوات الدخل الثابت لدى “بلاك روك”، أن هذا التأثير لا يزال حتى الآن ضمن نطاق السيطرة.
وفي تعليقاته الأخيرة عقب صدور بيانات التضخم لشهر يونيو، أوضح رايدر أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) أظهر زيادات محدودة، حيث ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 0.23% على أساس شهري و2.93% على أساس سنوي، بينما سجل المؤشر العام زيادة شهرية قدرها 0.29% وسنوية بنسبة 2.67%.
ورغم هذه الأرقام، يظل المسار العام للتضخم معتدلاً، على حد تعبيره.
وأشار رايدر إلى أن هذا الاستقرار يعود جزئيًا إلى تحركات وقائية من جانب الشركات الأمريكية، التي بدأت بالفعل منذ مطلع العام في إعادة هيكلة سلاسل التوريد وتحسين إدارة المخزونات، تحسبًا لأي صدمات ناجمة عن السياسة التجارية.
وقال رايدر إن “الكثير من الشركات اختارت امتصاص التكاليف بدلاً من نقلها إلى المستهلك”، مضيفًا أن التراجع في ضغوط الأجور وتحسن سوق العمل ساهما كذلك في كبح التضخم، ودعما الميل نحو الانكماش السعري.
وبناءً على هذه المؤشرات، يتوقع رايدر أن يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي خطوة نحو خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام. ويرى أن شهر سبتمبر هو التوقيت الأرجح لبدء دورة التيسير النقدي، فيما يُستبعد خفض الفائدة في يوليو بسبب حاجة الفيدرالي لمزيد من الوقت لتقييم تأثير التعريفات والتطورات الاقتصادية الآنية.
تعكس هذه الرؤية نبرة تفاؤلية حذرة، حيث تبدو الشركات قادرة في الوقت الراهن على احتواء تداعيات السياسات التجارية، مما يمنح الفيدرالي مرونة أكبر في إدارة السياسة النقدية دون تعجل.