اقتصاد المغربالأخبار

بين وعود التقشف وبذخ الخفاء.. تسريبات تفضح رحلات تسوق فاخرة لمنتخبين مغاربة

في وقت تتعالى فيه دعوات التقشف وتكثف فيه الدولة مجهوداتها لتحقيق تنمية عادلة وشاملة، تبرز ممارسات مثيرة للاستغراب تورّط فيها بعض المنتخبين ومسؤولي الأحزاب السياسية في المغرب.

فقد أكدت تقارير حقوقية أن عدداً من هؤلاء المسؤولين يعكفون على تنظيم رحلات شبه منتظمة إلى مدن أوروبية معروفة بمحلاتها الفاخرة، وعلى رأسها “رورموند” الهولندية، ليس لغرض التكوين أو تبادل الخبرات، بل من أجل التسوق واقتناء ماركات عالمية باهظة مثل “غوتشي” و”برادا” وغيرها.

هذا السلوك، الذي وصفه العديد من الفاعلين الحقوقيين بـ”الاستفزازي”، يطرح علامات استفهام حول مصادر تمويله ومدى تناقضه مع واقع الجماعات التي يمثلها هؤلاء المسؤولون، والتي تعاني من غياب مقومات التنمية الأساسية.

وفي هذا السياق، أوضح سعيد الشرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، أن جمعيته توصلت بمعلومات وتقارير من مغاربة مقيمين بالخارج تؤكد هذه الظاهرة، مشيراً إلى توفر الجمعية على لائحة تضم أسماء منتخبين أنفقوا مبالغ كبيرة في رحلاتهم التسويقية.

وأضاف أن هذه الممارسات أصبحت متكررة لدى بعض المنتخبين في شمال وشرق البلاد، ما يدل على نمط عيش بعيد كل البعد عن الواقع اليومي للمواطنين.

وتساءل الشرامطي عن المعايير التي تتيح لمسؤول محلي الإنفاق ببذخ على مقتنيات فاخرة، في وقت لا تتوفر جماعته الترابية حتى على الإنارة العمومية أو الماء الصالح للشرب، معتبراً أن هذه السلوكات تضرب مصداقية الخطاب السياسي في الصميم، وتعمق الفجوة بين المواطن ومؤسساته التمثيلية.

كما نبه المتحدث إلى أن غياب دخل رسمي واضح يبرر هذا الثراء الفاحش يطرح شكوكا جدية بشأن مصادر تلك الأموال، مشيراً إلى أن استمرار هذه الظواهر دون مساءلة أو محاسبة يفتح المجال أمام استفحال ثقافة الريع وتآكل ثقة المواطن في نجاعة المؤسسات.

وطالبت فعاليات حقوقية بإعمال آليات الرقابة المالية وتفعيل مساطر الافتحاص، داعية إلى القطع مع الإفلات من العقاب الذي يُغذي الفساد ويحول شعارات التنمية إلى مجرد واجهة للاستهلاك السياسي والإعلامي.

واختتم الشرامطي بتأكيده أن جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان تعمل حالياً على إعداد ملف مفصل وموثق حول هذه السلوكيات، من المزمع رفعه إلى المجلس الأعلى للحسابات وهيئات محاربة الفساد، داعياً إلى فتح تحقيق عاجل في ممتلكات عدد من المنتخبين الذين ظهروا علناً في محلات فاخرة لا تتناسب قيمتها مع أجورهم المعلنة.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى