اقتصاد المغربالأخبار

بين الموت والإهانة…المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان تكشف إخفاقات المصحات الخاصة بالمغرب

هزّت وقائع مأساوية الرأي العام، بعدما كشفت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد عن انتهاكات جسيمة تقع في عدد من المصحات الخاصة، مُشيرةً إلى أن من المفترض أن تكون هذه المؤسسات ملاذًا للشفاء، إلا أنها تحولت في بعض الحالات إلى ساحات للإهانة والموت”.

وفي بيان شديد اللهجة، اعتبرت المنظمة أن تقدم الأمة لا يُقاس بالمستشفيات فقط، بل بكيفية تعاملها مع أضعف مواطنيها في أضعف لحظاتهم.

ودعت إلى ضرورة الأذن الصاغية واليد المحركة” كأولى خطوات للإصلاح الحقيقي في القطاع الصحي.

و سلطت المنظمة الضوء على قضية الشاب سعيد بوفي (28 عامًا) الذي لقي مصرعه بعد سقوطه من الطابق الثاني لمصحة خاصة في مدينة كلميم. كانت الوفاة قد حدثت أثناء متابعته الطبية بعد عملية جراحية على ساقه اليسرى.

ووفقًا للمنظمة، أكدت عائلة الضحية أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية مزمنة تتطلب مراقبة مستمرة، وأنهم طالبوا بمرافقة أحد أفراد الأسرة له، وهو ما لم تستجب له المصحة.

كما ذكرت العائلة أن المصحة لم تقدم أي تفسير واضح حول ملابسات الحادث، وأنها تنتظر نتائج التشريح الطبي لاتخاذ الإجراءات القانونية. واعتبرت العائلة أن التأخير في الإبلاغ عن الوفاة يُثير الشكوك حول مسؤولية الأطر الطبية والإدارة.

وفي حادثة أخرى، وقعت في مدينة الصويرة، تعرضت سيدة حديثة الولادة لإهانة لفظية من قبل ممرضة أثناء طلبها المساعدة في تغيير حفاظة رضيعتها. ورغم هذه الواقعة المؤلمة، أشادت عائلة السيدة بتعامل باقي الفريق الطبي الذي وصفوه بـ”الاحترافي والحنون”.

وأبرزت المنظمة أن استجابة إدارة المصحة الفورية بنقل الأم والرضيعة إلى غرفة أفضل وفتح تحقيق رسمي، يمثل “نموذج الأذن الصاغية واليد المحركة” الذي يجب أن يكون معيارًا وطنيًا. وأشارت إلى أن “الاستماع والتحرك الفوري لا يخفف الألم فقط بل يعيد بناء الثقة ويُنبت الأمل”.

كما دعت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان جميع المؤسسات الصحية، العامة والخاصة، إلى تبني “نموذج الأذن الصاغية واليد المحركة” كسياسة رسمية.

وطالبت بإنشاء غرف مخصصة للاستماع للشكاوى، وتدريب المديرين على مهارات الاستماع الفعال وإدارة الأزمات الإنسانية، وتقديم شهادات تقدير للإدارات الملتزمة.

وفي ختام بيانها، وجهت المنظمة رسالة مباشرة لكل مسؤول في القطاع الصحي، مُذكّرةً إياهم بأن “الخطأ ممكن، ولكن الإنسانية والإصلاح واجبان”. وأكدت أن “الثقة هي أعظم دواء والأمل هو أول خطوة نحو الشفاء”.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى