بيركشاير هاثاواي تدخل عالم التكنولوجيا.. وارن بافيت يراهن على ألفابت

ارتفعت أسهم شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، بنسبة 3.1% يوم الإثنين، بعد أن كشفت شركة بيركشاير هاثاواي التابعة للمستثمر المخضرم وارن بافيت عن امتلاكها حصة جديدة في الشركة، ما يُعد من أبرز تحركات الشركة نحو قطاع التكنولوجيا منذ سنوات.
وأظهر الإفصاح الربع سنوي (13F) لبيركشاير أن قيمة استثمارها في ألفابت بلغت نحو 4.3 مليار دولار حتى 30 سبتمبر، لتصبح عاشر أكبر استثمار في محفظة الشركة.
وقد أثار هذا الإعلان دهشة متابعي بافيت، نظرًا لتردده التاريخي في الاستثمار في شركات التكنولوجيا عالية النمو، إذ لطالما اعتُبرت استثماراته السابقة مثل آبل موجهة نحو شركات المنتجات الاستهلاكية.
ويرجح محللون أن القرار جاء بتوصية من مساعدي بافيت البارزين، تود كومبس وتيد ويشلر، اللذين زاد تأثيرهما في إدارة محفظة الأسهم الضخمة لبيركشاير، والتي تبلغ قيمتها نحو 300 مليار دولار، ومن المرجح أن بافيت وافق على هذا الاستثمار قبل إعلان تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي في نهاية العام.
ويمثل هذا الاستثمار استمرارًا لنهج بيركشاير المائل تدريجياً نحو التكنولوجيا، إذ سبق أن استثمرت الشركة في أمازون منذ 2019، وما تزال تمتلك حصة بقيمة 2.2 مليار دولار.
وتعتبر ألفابت من أكبر الرابحين في سوق الأسهم هذا العام، حيث ارتفع سهمها بنسبة 46% بفضل التوسع السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحسن ربحية خدمات جوجل كلاود، التي تحولت من عامل ضغط على الهوامش إلى محرك رئيسي للأرباح.
ويقول بيل ستون، كبير مسؤولي الاستثمار في Glenview Trust Company، إن استثمار بيركشاير في ألفابت قد يعكس توجهًا أوسع نحو شركات التكنولوجيا مع انتقال القيادة إلى الجيل التالي، حيث سيتولى غريغ آيبل، المساعد القديم لبافيت، قيادة الشركة في يناير، بينما سيظل بافيت رئيسًا لمجلس الإدارة.
وعلى الرغم من الأداء القوي للسهم، لا تزال تقييمات ألفابت أقل من معظم عمالقة التكنولوجيا المرتبطين بالذكاء الاصطناعي، إذ يُتداول السهم عند 26.9 مرة لأرباح العام المقبل مقارنة بمايكروسوفت عند 31.8 مرة ونفيديا عند 31.8 مرة وبرودكوم عند 40.7 مرة، ما يجعل السهم جذابًا للاستثمار، خاصة مع التدفقات النقدية الضخمة للشركة وموقعها السوقي المهيمن.
وأشار أنجيلو زينو، المحلل لدى CFRA، إلى أن بيركشاير تجد راحة أكبر في الاستثمار في ألفابت نظرًا لإمكانات التدفقات النقدية الحرة العالية للشركة الأساسية وتقييمها المغري عند نحو 22 مرة لأرباح 2027، وسط مسار نمو صحي للإيرادات.
ويعترف بافيت بأن عدم الاستثمار في جوجل منذ بداياتها كان من أكبر أخطائه الاستثمارية، رغم أن شركة Geico التابعة لبيركشاير كانت من أوائل المعلنين لدى Google، ما وفر له رؤية واضحة حول نجاح الشركة وارتفاع هوامشها التشغيلية، لكنه لم يكن مطمئنًا كفاية حول التكنولوجيا نفسها لاتخاذ قرار استثماري في وقتها.




