العملات الرقمية

بيتكوين بين شهية التراكم وضغوط البيع.. إشارات متناقضة تربك السوق

تشهد سوق العملات المشفرة مرحلة دقيقة مع تسجيل عملة بيتكوين واحدة من أقوى موجات التراكم منذ أكثر من عقد، في وقت لا يزال فيه السعر يتعرض لضغوط تصحيحية حادة.

فبحسب بيانات صادرة عن منصة “غلاس نود”، رفع المستثمرون المعروفون بـ“أسماك البيتكوين” — ممن يمتلكون ما بين 100 و1,000 بيتكوين — حيازاتهم إلى نحو 3.575 مليون وحدة خلال أسبوع واحد فقط، بعد استيعابهم قرابة 54 ألف بيتكوين من المحافظ الأصغر.

وتأتي هذه القفزة اللافتة في التراكم رغم تراجع سعر العملة بنحو 30% عن قمته الأخيرة البالغة 126,200 دولار، إذ يجري تداول بيتكوين حاليًا فوق مستوى دعم حرج قرب 85,000 دولار. هذا التماسك لا يخفي مخاوف متزايدة من احتمال انزلاق السعر إلى مستويات أدنى قد تقترب من 70,000 دولار في حال فقدان هذا الدعم.

ويعيد هذا السلوك إلى الأذهان فترات تاريخية سابقة، لا سيما في عامي 2011 و2012، حين سبقت موجات تراكم مشابهة انطلاق ارتفاعات قوية أوصلت بيتكوين إلى مكاسب تجاوزت 350% و900%. وهو ما يغذي رهانات بعض المستثمرين على سيناريو صعود جديد إذا ما كرر السوق أنماطه التاريخية.

في المقابل، لا تبدو الصورة وردية بالكامل، إذ يواصل كبار الحائزين أو ما يُعرف بـ“الحيتان” — الذين يمتلكون أكثر من 10 آلاف بيتكوين — تصريف كميات كبيرة من العملة، ما يشكل عامل كبح لأي صعود سريع.

ويرى تشارلز إدواردز، مؤسس شركة Capriole Investments، أن الطلب المؤسسي القياسي يتم امتصاصه بسرعة من قبل الحيتان القدامى وحاملي البيتكوين على المدى الطويل.

أما التحذيرات الأكثر تشاؤمًا، فجاءت من المتداول المخضرم بيتر براندت، الذي لفت إلى أن كسر بيتكوين لدعمها البارابولي قد يفتح الباب أمام تصحيح عميق قد يصل إلى 80%، ما يعني هبوط السعر نظريًا إلى حدود 25,000 دولار إذا ما تكرر السيناريو التاريخي نفسه.

وبين تفاؤل التراكم ومخاوف البيع، تبقى بيتكوين عالقة في مفترق طرق، حيث يترقب المستثمرون الإشارة الحاسمة التي ستحدد الاتجاه المقبل للسوق.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى