الاقتصادية

“بيبي شارك” تحول استوديو كوري صغير إلى ظاهرة عالمية في ترفيه الأطفال

لم تعد أغنية “بيبي شارك” مجرد أغنية للأطفال؛ بل تحولت إلى ظاهرة عالمية اجتاحت منصات الإنترنت، حيث تجاوز عدد مشاهدات الفيديو الرسمي لها على يوتيوب 16 مليار مشاهدة، لتصبح أحد أبرز الأعمال الترفيهية الموجهة للصغار، ولعبت دورًا رئيسيًا في تحويل شركة “بينكفونغ” الكورية من استوديو صغير إلى علامة تجارية معروفة عالميًا في مجال إعلام الأطفال.

أسس “كيم مين سوك” و”سون دونغ وو” استوديو “بينكفونغ” في سيول عام 2010، بعد خبرة طويلة في قطاعي الألعاب وتكنولوجيا المعلومات.

بدأ الاستوديو بإنتاج محتوى قصير وجذاب للأطفال، وكان يعرف سابقًا باسم “سمارت ستوديو”، مع التركيز على الأغاني والفيديوهات التعليمية الممتعة، والتي تُبث عبر يوتيوب والتلفزيون وتطبيقات الهواتف الذكية.

حقق مقطع “رقصة بيبي شارك” Baby Shark Dance، الذي تم طرحه في يونيو 2016، نقلة نوعية للشركة. الأغنية المستوحاة من أنشودة قديمة أعاد الاستوديو تقديمها برسوم متحركة ملونة وكلمات إنجليزية بسيطة، ما جعلها محبوبة لدى الأطفال والكبار على حد سواء. استغرق الفيديو دقيقتين فقط، لكن أثره كان هائلًا.

مقاطع الفيديو الأكثر مشاهدة عبر يوتيوب

الشركة المبتكرة

اسم المقطع

عدد المشاهدات
(مليار مشاهدة)

بينكفونغ

بيبي شارك دانس

16.41

لويس فونسي
Louis Fonsi

ديسباسيتو

8.86

كوكوميلون
Cocomelon

ويلز أون ذا باص
Wheels on the Bus

8.20

كوكوميلون

باث سونج
Bath Song

7.29

لولو كيدز
LooLoo Kids

جوني جوني ياس بابا
Johny Johny Yes Papa

7.12

بين عامي 2017 و2018، اجتاحت الأغنية العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متجاوزة نجاحات كبرى مثل “ديسباسيتو”.

وأصبحت “بيبي شارك” الفيديو الأكثر مشاهدة في تاريخ يوتيوب، بمعدل تشغيل يومي يقارب 4.7 مليون مشاهدة، حتى بلغ إجمالي المشاهدات 16.4 مليار.

نجاح الأغنية أدى إلى تطوير ألعاب وبرامج تلفزيونية مستوحاة منها، وساهم في تحول “بينكفونغ” إلى استوديو متكامل قادر على تحقيق دخل من الإعلانات وحقوق البث والترخيص، بدعم استثمارات أولية مثل حصة 16.8% التي استثمرتها “سامسونج للنشر” في الشركة.

استغلت “بينكفونغ” هذا النجاح الكبير لإطلاق أسهمها في البورصة الكورية، اليوم 18 نوفمبر، لتثبت قدرتها على النمو كعلامة إعلامية متكاملة تتجاوز محتوى الأطفال.

الطرح جمع 76 مليار وون (53 مليون دولار)، وسعر السهم ارتفع بنسبة 62% في أول يوم تداول، قبل أن يغلق عند 41.55 ألف وون، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى 596.3 مليار وون (406 ملايين دولار).

تخطط الشركة لاستخدام عائد الاكتتاب لتوسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي، وتطوير شخصيات ومسلسلات جديدة، وتعزيز وجودها في الأسواق العالمية. هذه الخطوة تعكس طموح “بينكفونغ” في التحول من استوديو ناجح إلى علامة تجارية متكاملة في مجال ترفيه الأطفال.

رغم الشهرة الهائلة، لم تصل أرباح الشركة إلى مستويات ضخمة، حيث بلغت الإيرادات عام 2024 نحو 67 مليون دولار، بسبب القيود المفروضة على محتوى الأطفال عبر الإنترنت والتي تحد من التربح المباشر من الإعلانات والتفاعل.

وفقًا لتقديرات خبراء مثل “غاريت جونسون” من جامعة بوسطن، كانت الإيرادات ممكن أن تتضاعف أو تتضاعف ثلاث مرات لولا هذه القيود.

نجاح “بيبي شارك” لم يكن مجرد ضربة حظ، بل كان قاعدة انطلاق لـ”بينكفونغ” نحو العالمية. مع توسع الشركة في البورصة وخططها المستقبلية، من المتوقع أن يظل قطاع الترفيه الكوري محور اهتمام عالمي، وأن تستمر الابتكارات في تقديم محتوى جديد للأطفال حول العالم.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى