بوينغ تعزز وجودها في المغرب عبر شراكة صناعية مع Casablanca Aéronautique

حققت شركة بوينغ الأمريكية لصناعة الطائرات خطوة استراتيجية جديدة لتعزيز توسعها الصناعي من خلال توقيع اتفاقية تعاون مع شركة Casablanca Aéronautique المغربية، التابعة لمجموعة Figeac Aéro الفرنسية، لتصنيع قطع ميكانيكية لطائرة 737 MAX الشهيرة.
تأتي هذه الشراكة ضمن خطة المغرب الطموحة لتوطيد مكانته كمركز إقليمي لصناعة الطيران، في منافسة مباشرة مع الدول الأوروبية التي تركز على تطوير طائرات Airbus.
وتهدف بوينغ من خلال هذا التعاون إلى بناء منظومة صناعية قوية ومستدامة في المغرب، وفقاً لما أكدت عليه إميلي بيلغريد، نائبة رئيس سلسلة التوريد العالمية في بوينغ، خلال حفل توقيع الاتفاقية، مشددة على رغبة الشركة في دعم الصناعة المحلية وتعزيز التعاون طويل الأمد.
ويأتي هذا العقد في سياق تعاون مستمر بين المغرب وبوينغ، بدأ منذ عام 2016 عبر اتفاقية إطار مع وزارة الصناعة المغربية والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، والتي ساهمت في ترسيخ استقرار الموردين وتطوير القدرات المحلية، وفتحت الباب أمام فرص توظيف جديدة في قطاع الطيران المتنامي.
في المقابل، تخوض الخطوط الملكية المغربية مفاوضات متقدمة لتحديث أسطولها الجوي، مع احتمال اقتناء ما يصل إلى 74 طائرة، منها 24 طائرة من طراز Boeing 787 Dreamliner للرحلات الطويلة، وحوالي 50 طائرة 737 للرحلات القصيرة، بحسب مصادر إعلامية.
وفي خطوة قد تمثل تغيراً تاريخياً، تنظر الشركة أيضاً في صفقة محدودة مع إيرباص، مما يضعها في مواجهة تنافسية بين عملاقي صناعة الطيران.
وتعكس هذه الخطط الطموحة للرخصة الملكية المغربية استعداد المغرب لاستضافة مونديال 2030 بالتشارك مع إسبانيا والبرتغال، حيث تعتزم الحكومة مضاعفة قدرة مطاراتها لاستيعاب 78 مليون مسافر سنوياً، مع فتح الأجواء أمام شركات طيران أوروبية كـ Ryanair لتعزيز حركة النقل الجوي.
على الرغم من تمسك الخطوط الملكية بعلاقتها التقليدية مع بوينغ، قد تسجل إيرباص خطوة تاريخية ببيع ما يقارب 20 طائرة من طراز A220، لأول مرة منذ ربع قرن، إذ لم تتعامل الشركة المغربية مع إيرباص إلا عبر أربع طائرات A321 تم شراؤها عام 2001.
وتتوقف الصفقة بشكل جزئي على تطورات مفاوضات حقوق النقل الجوي بين المغرب وفرنسا.
تجسد هذه الدينامية الاهتمام المتزايد لشركات صناعة الطيران العالمية بالمغرب، الذي نجح في جذب العديد من الموردين والمصنعين الدوليين بفضل مناخه الصناعي الجذاب، المتمثل في حوافز ضريبية، تكاليف تشغيل منخفضة، واستقرار سياسي مميز.
ومن جانبها، تعزز بوينغ موقعها الإقليمي وتوسع قاعدة إنتاجها لتقليل الاعتماد على سلاسل توريد عرضة للمخاطر والاضطرابات.
يذكر أن Casablanca Aéronautique توظف نحو 900 عامل، وتغطي كامل مراحل الإنتاج من التصنيع والتركيب إلى أعمال الصفائح المعدنية ومعالجة الأسطح.
واعتبر موريس هيربلين، المدير العام للشركة، أن هذه الخطوة تعبر عن تطور طبيعي ومستمر في العلاقة مع بوينغ، في حين وصف جان-كلود مايويار، المدير التنفيذي لمجموعة Figeac Aéro، المغرب بأنه سوق واعدة تتيح فرص نمو وخلق قيمة محلية وعالمية.