بورصة شنغهاي تدرس فتح عقود النيكل المحلية أمام المستثمرين الأجانب لتعزيز تنافسيتها

تخطط بورصة شنغهاي للعقود الآجلة (ShFE) لفتح عقود النيكل المحلية أمام المستثمرين الأجانب في وقت لاحق من هذا العام، بدلاً من إطلاق عقد منفصل عبر بورصة شنغهاي الدولية للطاقة (INE)، حسبما كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز.

وتسعى بورصة شنغهاي منذ 2023 على الأقل إلى توسيع إمكانية وصول المستثمرين الدوليين إلى عقود النيكل، في إطار جهودها لتعزيز حضورها على الساحة العالمية ومنافسة بورصة لندن للمعادن (LME) التي تسيطر حاليًا على تسعير المعادن الرئيسية عالميًا.

تأتي هذه الخطوة في أعقاب الأزمة التي ضربت بورصة لندن للمعادن في مارس 2022، حينما تم تعليق تداول عقود النيكل لمدة ثمانية أيام بسبب تقلبات حادة في الأسعار، مما تسبب في فقدان الأسواق العالمية لمؤشر تسعير رئيسي لهذا المعدن الحيوي المستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية.

ويطمح سوق شنغهاي إلى تقديم بديل موثوق ومستقر لتلك العقود، خاصة في ظل التحديات التي واجهتها بورصة لندن والتي أثرت على ثقة المستثمرين.

تنظم ShFE اجتماعًا مهمًا يستمر يومين في شنغهاي الخميس والجمعة لمناقشة خطط توسعة سوق المعادن، بما في ذلك فتح عقود النيكل أمام المستثمرين الأجانب، بحسب مصادر حضرت الاجتماع بدعوة خاصة.

ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع اختتام فعاليات أسبوع بورصة لندن للمعادن في آسيا بمدينة هونغ كونغ، حيث يتواجد معظم الفاعلين الدوليين في قطاع المعادن.

بحسب المصادر، تخطط بورصة شنغهاي لفتح عقد النيكل الحالي للمستثمرين الأجانب المسجلين ضمن برنامج المستثمر المؤسسي الأجنبي المؤهل (QFII)، والذي يتيح للمؤسسات الدولية التداول في الأسواق الصينية.

وتضم الصين نحو 900 مستثمر ضمن برنامج QFII، مع اهتمام ملحوظ من 200 إلى 300 مؤسسة انضمت منذ سبتمبر 2022 بأسواق السلع الصينية.

وفي فبراير الماضي، فتحت ShFE عقود الفولاذ المقاوم للصدأ وزيت الوقود ضمن نفس البرنامج، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

رغم تحفظ مسؤول بارز في ShFE عن التعليق، إلا أن تنفيذ هذه الخطوة يتطلب موافقة لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC)، التي تدعم توجه دولنة العقود الآجلة لجذب الاستثمارات الأجنبية بشكل أكبر.

يذكر أن ثقة الأسواق العالمية في عقود النيكل تراجعت عام 2022، عندما سجل سعر النيكل ارتفاعًا غير مسبوق تجاوز 100,000 دولار للطن المتري، مما دفع بورصة لندن لتعليق التداولات، وتسبب في موجة من الإجراءات القانونية، أبرزها دعوى شركة إليوت أسوشيتس.

في ظل هذه الاضطرابات، بدأت بورصات عالمية أخرى مثل CME وICE في تطوير منتجات مشتقة مالية تعتمد على التداول النقدي لعقود النيكل، بينما أطلقت شركة Abaxx Technologies مؤخرًا عقودًا آجلة لنيكل الكبريتات، في محاولة لتوفير بدائل متنوعة ومستقرة للمستثمرين.