بورصة الدار البيضاء تواصل نموها في 2025 بدعم القطاع البنكي

شهدت بورصة الدار البيضاء في الربع الأول من عام 2025 أداءً ماليًا إيجابيًا بشكل عام، حيث استمر القطاع البنكي في لعب دور المحرك الرئيسي لنمو الإيرادات، مسجلاً مساهمة تزيد على 43% من إجمالي النمو.

في المقابل، سجلت شركة اتصالات المغرب تراجعًا بارزًا في رقم معاملاتها وصل إلى 182 مليون درهم، ما أثر على الأداء العام للسوق.

وأفاد تقرير صادر عن مركز أبحاث “BMCE Capital Global Research” أن إجمالي إيرادات الشركات المدرجة بلغ 82.1 مليار درهم خلال هذه الفترة، محققًا نموًا بنسبة 7.6% مقارنة بالربع الأول من عام 2024.

رغم ذلك، شهدت الإيرادات انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.5% مقارنة بالربع الأخير من عام 2024، نتيجة لتراجع موسمي في عائدات القطاعات الصناعية.

وتعزى النتائج القوية بشكل رئيسي إلى ارتفاع الأرباح الصافية للبنوك، التي نما الناتج البنكي الصافي (PNB) لديها بنسبة 10.9%، مدعومًا بالنشاط التجاري الديناميكي والظروف الملائمة لسوق الفائدة.

على صعيد القطاع الصناعي، سجل تحسنًا بنسبة 6.3%، مدفوعًا بمشاريع البنية التحتية المرتبطة بتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، مع ملاحظة تباطؤ في قطاع العقارات نتيجة تطبيق منهجية جديدة لحساب رقم المعاملات.

وفي قطاع التأمين، شهد الأداء انتعاشًا بنسبة 5.9%، مستفيدًا بشكل خاص من نتائج قوية في التأمين على الحياة، خصوصًا عبر شركة “أطلانطا سند”. أما قطاع الصحة، فقد حقق قفزة نوعية ساهمت بنسبة 15.4% من نمو الإيرادات، مدعومًا بنمو كبير نسبته 53.8% لمجموعة “أكديطال”.

وسجلت الاستثمارات الإجمالية للشركات المدرجة في البورصة 4.7 مليار درهم، بزيادة 15.3% على أساس سنوي، حيث استحوذ قطاع المناجم على 33% من هذه الاستثمارات مع تركيز على شركة “MANAGEM”. كما ساهمت مجموعة “اتصالات المغرب” بنسبة 24% من إجمالي الاستثمارات، رغم تراجعها، فيما قفز قطاع النقل باستثماراته إلى 13 ضعفًا مقارنة بالعام السابق، ممثلًا 19% من الإجمالي.

أما على صعيد الديون، فقد استقرت الديون الصافية عند 65.5 مليار درهم مع انخفاض طفيف نسبته 0.1%. وتظل “اتصالات المغرب” أكبر مدينة، بحصة 33% من إجمالي الديون، تليها قطاعات المناجم والعقار بحصص 19% و10% على التوالي.

من ناحية الأداء الفردي، سجلت 52 شركة نموًا في إيراداتها، مقابل 13 شركة شهدت تراجعًا. من أبرز الرابحين كانت شركات STROC INDUSTRIE (+173.6%)، CTM (+108.8%)، وSNEP (+65.8%)، بينما كان أبرز الخاسرين UNIMER (-51.6%)، ENNAKL (-22.9%)، وDELTA HOLDING (-16.0%).

في المجمل، بالرغم من الأداء السلبي لشركة اتصالات المغرب، حافظت بورصة الدار البيضاء على توجه إيجابي خلال الربع الأول من 2025، مدعومة بالحيوية المتجددة للقطاع البنكي والنمو المستدام في قطاعات الصناعة والتأمين والصحة.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأساسي هو تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على قطاعات محددة، من أجل تعزيز استقرار وتوازن النمو الاقتصادي في الفصول المقبلة.