بنك الصين الشعبي يستشير بنوكاً أوروبية استعداداً لتحديات اقتصادية قادمة

في خطوة تعكس قلقًا متصاعدًا حيال تباطؤ الاقتصاد المحلي، شرع بنك الصين الشعبي في التواصل مع مؤسسات مصرفية أوروبية كبرى لطلب مشورتها بشأن كيفية التعامل مع بيئة أسعار فائدة منخفضة أو شبه معدومة، بحسب ما أفادت به صحيفة فاينانشيال تايمز نقلًا عن مصادر مطلعة.
وذكرت المصادر أن البنك المركزي الصيني وجّه في وقت سابق من هذا العام رسائل إلى مصرفين أوروبيين على الأقل، طالبًا تحليلات وتوصيات بشأن تأثير الفائدة المنخفضة على استقرار النظام المالي، مستفسرًا عن التجارب التي مرت بها أوروبا خلال فترات مماثلة في العقد الأخير.
هذه المبادرة تعكس استعداد بكين لاحتمالية دخول مرحلة انكماش اقتصادي ممتدة، على غرار السيناريو الذي عاشته اقتصادات أوروبية مثل ألمانيا واليابان، وهو ما قد يُلحق ضررًا كبيرًا بربحية البنوك الصينية ويهدد استقرار القطاع المالي بأكمله.
وفي تعليق من أحد المصرفيين الذين طُلبت منهم المشورة، أُكد أن ما أقدم عليه بنك الصين يُعد إجراءً استباقيًا طبيعيًا، تقوم به البنوك المركزية الراغبة في تعزيز فهمها لأدوات السياسة النقدية في بيئات اقتصادية غير اعتيادية.
ورغم أن الصين لا تزال تحتفظ بمجال معين للمناورة عبر أدواتها النقدية، إلا أن هذا التحرك يكشف عن إدراك عميق لخطورة استمرار الضغوط الانكماشية، خاصة مع تراجع الطلب المحلي وتباطؤ الاستثمار العقاري، ما يدفع السلطات الصينية نحو التفكير في سيناريوهات معقدة كانت حتى وقت قريب تُعد بعيدة الاحتمال.