الاقتصادية

بنك أوف أمريكا يتوقع استمرار ضعف الدولار رغم الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين

على الرغم من الهدنة المؤقتة التي خففت حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لا يزال بنك أوف أمريكا محافظًا على توقعاته السلبية تجاه الدولار الأمريكي.

يرى البنك أن الارتفاع الأخير في قيمة الدولار لا يمثل تحولًا هيكليًا حقيقيًا، بل هو مجرد رد فعل تكتيكي مؤقت وسط بيئة اقتصادية مليئة بالتحديات.

تشير التحليلات إلى أن الدولار يواجه قوى معاكسة قوية قد تستمر في التأثير سلبًا على العملة الأمريكية خلال المدى المتوسط.

فالتهدئة التجارية ليست سوى توقف مؤقت للتصعيد، ومن المتوقع أن تعود التقلبات مع اقتراب انتهاء فترة الإعفاءات الجمركية هذا الصيف، مما يزيد من حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق.

على صعيد الاقتصاد الحقيقي، يعاني الاقتصاد الأمريكي من تباطؤ ملحوظ مقارنة بفترة ما قبل الحرب التجارية، حيث يشهد ضعفًا في معدلات الاستثمار وتراجعًا في ثقة الشركات.

كما يتأثر الدولار سلبًا بسبب تقلص فائض الحساب الجاري الأمريكي، الأمر الذي يقلل من تدفقات الاستثمارات الضرورية لدعم العملة.

في الوقت ذاته، يشهد الدولار ضغطًا إضافيًا جراء تحولات في سلوك المستثمرين المؤسسيين الذين يعيدون تقييم محافظهم الاستثمارية، مما يؤدي إلى تدفقات خارج الأسواق الأمريكية.

ويزيد من تعقيد المشهد حالة عدم اليقين المالي، لا سيما فيما يتعلق بسندات الخزانة وتوقعات التضخم، وهو ما يرفع من المخاطر المحيطة بالعملة.

من جهة أخرى، تستمر السياسات النقدية والاقتصادية الأمريكية في الميل نحو تبني أسعار فائدة منخفضة ودعم عملة أضعف، وهو توجه سياسي يزيد من احتمالات هبوط الدولار على المدى البعيد.

في ضوء هذه المعطيات، يؤكد تقرير بنك أوف أمريكا أن العوامل الهيكلية التي تواجه الدولار ليست فقط قوية، بل معقدة أيضًا، مما ينبئ بمزيد من التقلبات وعدم الاستقرار في القيمة، مع احتمال استمرار نزول الدولار في الأفق المتوسط.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى