بكين تصعّد لهجتها ضد واشنطن: صفقة السلاح لتايوان تهدد الاستقرار الإقليمي

صعّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي من حدة انتقادات بلاده للولايات المتحدة على خلفية إقرار صفقة أسلحة ضخمة لتايوان، في وقت تواصل فيه بكين، لليوم الثاني على التوالي، مناوراتها العسكرية المكثفة في محيط الجزيرة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
وخلال فعالية دبلوماسية عُقدت في العاصمة الصينية بكين، الثلاثاء، شنّ وانغ هجومًا لاذعًا على ما سماه “القوى الداعمة لاستقلال تايوان”، كما وجّه انتقادات مباشرة لبعض القيادات اليابانية، معتبرًا أن مواقفها تسهم في تأجيج التوترات بالمنطقة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وتأتي تصريحات المسؤول الصيني ردًا على إعلان وزارة الخارجية الأمريكية الموافقة على صفقة تسليح لتايوان تتجاوز قيمتها 11 مليار دولار، في أكبر عملية بيع عسكرية من نوعها للجزيرة منذ بدء التعاون الدفاعي بين الجانبين.
وتشمل الصفقة حزمة واسعة من المعدات العسكرية المتطورة، من بينها أنظمة صاروخية حديثة، وطائرات مسيّرة، وأنظمة مدفعية، إضافة إلى برمجيات عسكرية متقدمة، ما اعتبرته بكين تصعيدًا خطيرًا في الدعم العسكري الأمريكي لتايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي منذ انفصالها عن الصين عقب الحرب الأهلية عام 1949.
وفي مذكّرة سياسية أوسع، استغل وانغ يي المناسبة لتسليط الضوء على توجهات الدبلوماسية الصينية في عدد من القضايا الدولية، داعيًا إلى إنصاف الشعب الفلسطيني ووضع حد لتهميش قضيته، ومجددًا دعم بكين لحل الدولتين.
كما أشار إلى دور الصين في الدفع نحو تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، مؤكدًا استعداد بلاده للاضطلاع بدور الوسيط، فضلًا عن استعراض جهود صينية حديثة للوساطة بين تايلاند وكمبوديا بهدف تعزيز وقف إطلاق النار وخفض التوتر بين البلدين.
وتعكس هذه المواقف، وفق مراقبين، سعي بكين إلى الربط بين ملف تايوان ورؤيتها الأوسع لإعادة تشكيل النظام الدولي، في ظل احتدام التنافس الجيوسياسي مع واشنطن في آسيا وخارجها.




